فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَطَمَسۡنَا عَلَىٰٓ أَعۡيُنِهِمۡ فَٱسۡتَبَقُواْ ٱلصِّرَٰطَ فَأَنَّىٰ يُبۡصِرُونَ} (66)

{ وَلَوْ نَشَاء } أن نطمس { لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ } أي أذهبنا أعينهم وجعلناها بحيث لا يبدو لها شق ولا جفن ، قال الكسائي : طمس يطمس ويطمس والطميس والمطموس عند أهل اللغة الذي ليس في عينيه شق كما في قوله : ( ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم ) ، قال السدي والحسن : المعنى لتركناهم عميا يترددون لا يبصرون طريق الهدى ، واختار هذا ابن جرير ، قال ابن عباس في الآية : أعميناهم وأضللناهم عن الهدى ، وقال عطاء ومقاتل وقتادة : المعنى لو نشاء لفقأنا أعينهم وأعميناهم عن غيهم ، وحولنا أبصارهم من الضلالة إلى الهدى فأبصروا رشدهم واهتدوا ، وتبادروا إلى طريق الآخرة .

{ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ } معطوف على لطمسنا أي تبادروا إلى الطريق ليجوزوه ويمضوا فيه والصراط منصوب بنزع الخافض أي فاستبقوا إليه وقرئ : فاستبقوا على صيغة الأمر . أي فيقال لهم : استبقوا وفي هذا تهديد لهم .

{ فَأَنَّى } أي فكيف { يُبْصِرُونَ } الطريق ويحسنون سلوكه ولا أبصار لهم