فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبۡلَ يَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ} (16)

{ و } لما سمعوا ما توعدهم الله به من العذاب { َقَالُوا } استهزاء وسخرية { رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ } والقط في اللغة النصيب من القط ، وهو القطع ؛ وبهذا قال قتادة وسعيد بن جبير ، قال الفراء : القط في كلام العرب الحظ والنصيب ، ومنه قيل للصك قط . قال أبو عبيدة والكسائي . القط الكتاب بالجوائز ، والجمع القطوط ، وأصله من قط الشيء أي قطعه ، ومنه قط القلم ومعنى الآية سؤالهم لربهم أن يعجل لهم نصيبهم وحظهم من العذاب ، وهم مثل قوله : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ } وقال السدي : سألوا ربهم أن يمثل لهم منازلهم من الجنة ليعلموا حقيقة ما يوعدون به .

وقال اسمعيل بن أبي خالد : المعنى عجل لنا أرزاقنا ، وبه قال سعيد بن جبير والسدي . وقال أبو العالية والكلبي ومقاتل لما نزل قوله : { وأما من أوتي كتابه بشماله } قالت قريش : زعمت يا محمد أنا نؤتي كتابنا بشمالنا فعجل لنا قطنا يوم الحساب ، قال ابن عباس : سألوا الله أن يجعل لهم ، وقال : قطنا نصيبنا من الجنة ،