فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَقُلۡ أَنذَرۡتُكُمۡ صَٰعِقَةٗ مِّثۡلَ صَٰعِقَةِ عَادٖ وَثَمُودَ} (13)

{ فَإِنْ أَعْرَضُوا } عن التدبر والتفكر في هذه المخلوقات ، وعن الإيمان بعد هذا البيان وفيه التفات من خطابهم بقوله أئنكم إلى الغيبة لفعلهم الإعراض فأعرض عن خطابهم ، وهو تناسب حسن .

{ فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ } أي خوفتكم ، وصيغة الماضي للدلالة على تحقق الإنذار المنبئ عن تحقق المنذر به { صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } أي عذابا مثل عذابهم ، والمراد بالصاعقة العذاب المهلك من كل شيء ، قال المبرد : الصاعقة المرة المهلكة لأي شيء كان ، والصاعقة في الأصل هي الصيحة التي يحصل بها الهلاك أو قطعة نار تنزل من السماء معها رعد شديد ، والمراد بها هنا مطلق العذاب . لكن بالنظر إلى الصاعقة الأولى ، وأما الثانية فالمراد بها حقيقتها ، قرأ الجمهور صاعقة بالألف في الموضعين ، وقرئ صعقة فيهما ، وقد تقدم بيان معنى الصاعقة والصعقة في البقرة .