{ وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ } أو يخاصمون في دين الله { مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ } أي استجاب الناس { لَهُ } أي لدين الله ودخلوا فيه ، وقيل : الضمير راجع إلى الله ، وقيل : إلى محمد صلى الله عليه وسلم المعلوم من السياق الدال عليه الفعل ، والأول أولى .
قال مجاهد ؛ من بعد ما أسلم الناس ، قال : وهؤلاء قوم توهموا أن الجاهلية تعود ، وقال قتادة هم اليهود والنصارى ، ومحاجتهم قولهم نبينا قبل نبيكم ، وكتابنا قبل كتابكم ، وكانوا يرون لأنفسهم الفضيلة بأنهم أهل كتاب وأنهم أولاد الأنبياء ، وكان المشركون يقولون { أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا } فنزلت هذه الآية .
وقال ابن عباس : هم أهل الكتاب كانوا يجادلون المسلمين ويصدونهم عن الهدى ، من بعد ما استجابوا لله ، وقال : هم قوم من أهل الضلالة وكانوا يتربصون بأن تأتيهم الجاهلية ، وعن عكرمة قال لما نزلت { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } قال المشركون لمن بين أظهرهم من المؤمنين : قد دخل الناس في دين الله أفواجا فاخرجوا من بين أظهرنا فنزلت هذه الآية .
والموصول مبتدأ وخبره الجملة بعده وهي { حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ } أي لا ثبات لها كالشيء الذي يزول عن موضعه يقال دحضت حجته دحوضا بطلت ، وبابه خضع ، والإدحاض الإزلاق ، ومكان دحض أي زلق ، ودحضت رجله أي زلقت وبابه قطع وسماها حجة وإن كانت شبهة لزعمهم أنها حجة .
{ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ } عظيم من الله لمجادلتهم بالباطل { وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } في الآخرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.