ثم ذكر سبحانه الطائفة التي تنتصر ممن ظلمها فقال : { وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ } أي بغي من بغى عليهم بغير الحق { هُمْ يَنْتَصِرُونَ } أي ينتقمون من ظالمهم من غير تعد ، ذكر سبحانه هؤلاء المنتصرين في معرض المدح كما ذكر المغفرة عند الغضب في معرض المدح ، لأن التذلل لمن بغى ليس من صفات من جعل الله له العزة ، حيث قال { ولله العزة والمؤمنين } فالانتصار عند البغي فضيلة ، كما أن العفو عند الغضب فضيلة .
قال ابن العربي ذكر الله الانتصار في البغي في معرض المدح وذكر العفو عن الجرم في موضع آخر ، في معرض المدح ، فاحتمل أن يكون أحدهما رافعا للآخر ، أو يكون ذلك راجعا إلى حالتين إحداهما أن يكون الباغي معلنا بالفجور مؤذيا للصغير والكبير ، فيكون الانتقام منه أفضل ، الثانية أن يقع ذلك ممن لم يعرف بالزلة ويسأل المغفرة فالعفو ههنا أفضل ، وهكذا ذكر الكيا الطبري في أحكامه .
وقال النخعي : كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم فيجترئ عليهم السفهاء والفساق ، لكن هذا الانتصار مشروط بالاقتصار على ما جعله الله له وعدم مجاوزته كما بينه سبحانه عقب هذا بقوله : { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ( 40 ) } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.