{ وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِنَا } قرأ الجمهور بنصب يعلم ، قال الزجاج على الصرف ، قال : ومعنى الصرف صرف العطف على اللفظ إلى العطف على المعنى ، قال : وذلك أنه لما لم يحسن عطف ويعلم مجزوما على ما قبله إذ يكون المعنى إن يشأ يعلم ، عدل إلى العطف على مصدر الفعل الذي قبله ، ولا يتأتى ذلك إلا بإضمار إن ، ليكون مع الفعل في تأويل اسم ، وكما قال الزجاج : قال المبرد وأبو علي الفارسي : واعترض على هذا الوجه بما لا طائل تحته ، وقيل النصب على العطف على تعليل محذوف ، والتقدير لينتقم منهم ويعلم واعترضه الحفناوي بأنه ترتب على الشرط إهلاك قوم ونجاة قوم ، فلا يحسن تقدير لينتقم منهم .
وقرأ نافع وابن عامر برفع يعلم على الاستئناف ، أي على أنه جملة اسمية أو فعلية ، فعلى كونها فعلية يكون الموصول فاعلا ، وعلى كونها اسمية يكون مفعولا والفاعل ضمير مستتر يعود على مبتدأ مقدر ، أي وهو يعلم الذين ، وهي قراءة ظاهرة واضحة اللفظ ، وقرئ بالجزم عطفا على المجزوم قبله على معنى : وإن يشأ يجمع بين الإهلاك والنجاة والتحذير .
ومعنى قوله : { مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ } ما لهم من فرار ولا مهرب من العذاب قاله قطرب وقال السدي : مالهم من ملجأ وهو مأخوذ من قولهم : حاص به البعير حيصة إذا رمى به ، ومنه قولهم ، فلان يحيص عن الحق أي يميل عنه
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.