{ وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ } الخطاب لكل من يصلح له أو للنبي صلى الله عليه وسلم ، والأمة الملة ، والرؤية بصرية أو علمية ، وفيه بعد ومعنى قوله : { جَاثِيَةً } مستوفزة والمستوفز الذي لا يصيب الأرض منه إلا ركبتاه ، وأطراف أنامله قال الضحاك : وذلك عند الحساب ، وقيل معنى جاثية مجتمعة ، قال ابن عباس ، وقال الفراء : المعنى وترى أهل كل دين مجتمعين ، وقال عكرمة متميزة عن غيرها ، وقال مؤرج : معناه بلغة قريش خاضعة ، وقال الحسن باركة على الركب والجثو الجلوس على الركب تقول : جثا يجثو ويجثي جثوا وجثيا إذا جلس على ركبتيه ، والأول أولى ، ولا ينافيه ورود هذا اللفظ لمعنى آخر في لسان العرب ، وقد ورد إطلاق الجثوة على الجماعة من كل شيء في لغة العرب .
وعن عبد الله بن بأبأه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كأني أراكم بالكوم دون جهنم جاثين ) ، ثم قرأ سفيان هذه الآية ، أخرجه البيهقي في البعث ، وعبد الله ابن أحمد في زوائد الزهد ، وابن أبي حاتم وسعيد بن منصور .
وعن ابن عمر في الآية قال : ( كل أمة مع نبيها حتى يجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم على كوم قد علا الخلائق ، فذلك المقام المحمود ) ، وظاهر الآية أن هذه الصفة تكون لكل أمة من الأمم من غير فرق بين أهل الأديان المتبعين للرسل وغيرهم من أهل الشرك ، وقال يحيى بن سلام : هو خاص بالكفار ، والأول أولى ويؤيده قوله :
{ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا } وقوله فيما سيأتي ، فأما الذين آمنوا الخ ، ومعنى إلى كتابها إلى الكتاب المنزل عليها ؛ وقيل إلى صحيفة أعمالها وقيل : إلى حسابها ، وقيل اللوح المحفوظ ؛ والأول أولى . قرأ الجمهور كل أمة بالرفع على الابتداء ، وخبره تدعى ، وقرئ بالنصب على البدل من كل أمة .
{ الْيَوْمَ } أي يقال لهم اليوم { تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } من خير وشر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.