فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَٰهُمۡۚ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (30)

{ ولو نشاء لأريناكم } أي لأعلمناكم وعرفناكم بأعيانهم معرفة تقوم مقام الرؤية تقول العرب :سأريك ما أصنع أي سأعلمك والإلتفات إلى نون العظمة لإبراز العناية بالإراءة { فلعرفتهم بسيماهم } أي بعلامتهم الخاصة بهم التي يتميزون بها قال الزجاج : المعنى لو نشاء لجعلنا على المنافقين علامة وهي السيما فلعرفتهم بتلك العلامة قال أنس : ما خفي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية أحد من المنافقين وكان يعرفهم بسيماهم ، وتكرير اللام للمبالغة أو للتأكيد .

{ ولتعرفنهم في لحن القول } قال المفسرون : لحن القول فحواه ومقصده ومغزاه ، وما يعرضون به من تهجين أمرك ، وأمر المسلمين ، وكان بعد هذا لا يتكلم منافق عنده إلا عرفه ، قال أبو زيد : لحنت له اللحن إذا قلت له قولا بفقهه عنك ، ويخفي على غيره ، وأصل اللحن إمالة الكلام وصرفه إلى نحو من الأنحاء لغرض من الأغراض بإزالة الإعراب أو التصحيف والأول محمود ، والثاني مذموم ، قال أبو سعيد الخدري في الآية : لحن القول ببغضهم علي بن أبي طالب .

{ والله يعلم أعمالكم } لا تخفي عليه منها خافية فيجازيكم بها ، وفيه وعيد شديد ووعد للمؤمنين وإيذان بأن حالهم بخلاف حال المنافقين