فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُسۡرِفِينَ} (34)

{ مسومة } صفة لحجارة أو حال من الضمير المستكن في الجار والمجرور ، أو من الحجارة لكونها وصفت بالجار والمجرور ، أي : معلمة بعلامات تعرف به ، قيل : كانت مخططة بسواد وبياض ، وقيل : بسواد وحمرة ، وقيل : معروفة بأنها حجارة العذاب ، وقيل : مكتوب على كل حجر من يهلك بها { عند ربك } ظرف لمسومة أي : معلمة عنده { للمسرفين } المتمادين في الضلال المجاوزين الحد في الفجور بإتيانهم الذكور ، وقال مقاتل : المشركين والشرك أسرف الذنوب وأعظمها ، قال السدي ومقاتل : كانوا ستمائة ألف فأدخل جبريل جناحه تحت الأرض فاقتلع قراهم وكانت أربعة ، ورفع حتى سمع أهل السماء أصواتهم ، ثم قلبها ، ثم أرسل عليهم الحجارة فتتبعت الحجارة شذاذهم ومسافريهم ، أفاده زاده ، وهو جمع شاذ أي الخارجين منهم عن أرضهم .