فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمِن كُلِّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَيۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ} (49)

{ ومن كل شيء خلقنا زوجين } أي : صنفين ، أو أمرين متقابلين أو نوعين من ذكر وأنثى ، وبر وبحر ، وشمس وقمر ، وحلو ومر ، وسماء وأرض وليل ونهار ، ونور وظلمة ، وجن وإنس ، وخير شر ، وموت وحياة ، وسهل وحزن ، وصيف وشتاء ، وإيمان وكفر ، وسعادة وشقاوة ، وحق وباطل وحلو وحامض ؛ وسرور وغم ، إلى غير ذلك مما لا ينحصر ، فكل اثنين منها زوج ؛ والله تعالى فرد لا مثل له { لعلكم تذكرون } أي : خلقنا ذلك هكذا لتتذكروا فتعرفوا أنه خالق كل شيء ، وتستدلوا بذلك على توحيد الله وصدق وعده ووعيده .