فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَتَسِيرُ ٱلۡجِبَالُ سَيۡرٗا} (10)

{ وتسير الجبال سيرا } أي تزول عن أماكنها ، وتسير عن مواضعها كسير السحاب ، وتطير في الهواء ، ثم تقع على الأرض مفتتة كالرمل ثم تصير كالعهن أي الصوف المندوف ، ثم تطيرها الرياح فتكون هباء منبثا ، كما دل عليه كلامه في سورة النمل ، قيل : ووجه تأكيد الفعلين بالمصدر الدلالة على غرابتهما وخروجهما عن المعهود ، والحكمة في مور السماء ، وسير الجبال الإعلام والإنذار بأن لا رجوع ولا عود إلى الدنيا لخرابها وعمارة الآخرة ، وقد تقدم تفسير مثل هذا في سورة الكهف .