فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

{ فإن للذين ظلموا } أنفسهم بالكفر والمعاصي ، من أهل مكة وغيرهم { ذنوبا } أي نصيبا من العذاب { مثل ذنوب أصحابهم } أي : نصيب الكفار من الأمم السالفة ، قال ابن الأعرابي : يقال : يوم ذنوب أي : طويل الشر ، لا ينقضي . وأصل الذنوب في اللغة الدلو العظيمة ، ومن استعمال الذنوب في النصيب من الشيء قول الشاعر :

لعمرك والمنايا طارقات لكل بني أب منها ذنوب

وما في الآية مأخوذ من مقاسمة السقاة الماء بالدلو الكبيرة ، فيكون لهذا ذنوب ، ولهذا ذنوب فهو تمثيل جعل الذنوب مكان الحظ والنصيب ، قاله ابن قتيبة ، وقيل : عبر عن النصيب بالذنوب لشبهه به في أنه يصب عليهم العذاب كما يصب الذنوب ، قال تعالى : { يصب من فوق رؤوسهم الحميم } ، قال ابن عباس : ذنوبا دلوا ، قال الراغب : الذنوب الدلو الذي له ذنب .

{ فلا يستعجلون } أي فلا يطلبوا مني أن أعجل لهم العذاب ، كما في قوله : { فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين }