فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ أَسَـٰٓـُٔواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ بِٱلۡحُسۡنَى} (31)

ثم أخبر سبحانه عن سعة قدرته وعظيم ملكه فقال :{ ولله ما في السماوات وما في الأرض } أي هو المالك لذلك والمتصرف فيه لا يشاركه فيه أحد { ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا } من الشرك وغيره اللام متعلقة بما دل عليه الكلام ، كأنه قال : هو مالك ذلك يضل من يشاء ويهدي من يشاء ، ليجزي المسيء بإساءته والمحسن بإحسانه ، وقيل : إن قوله ولله ما في السماوات الخ جملة معترضة ، والمعنى : هو أعلم بمن ضل ، وهو أعلم بمن اهتدى ، ليجزي ، وقيل : هي لام العاقبة لا التعليل ، أي : وعاقبة أمر الخلق الذين فيهم المحسن والمسيء أن يجزي الله كلا منهما بعمله ، وبه صرح الواحدي والزمخشري : وقال مكي : إن اللام متعلقة بقوله لا تغني شفاعتهم وهو بعيد من حيث اللفظ ومن حيث المعنى قرئ ليجزي بالتحتية وبالنون .

{ ويجزي الذين أحسنوا } بالتوحيد وغيره من الطاعات { بالحسنى } أي : بالمثوبة الحسنى وهي الجنة أو بسبب أعمالهم الحسنى ، وتكرير الفعل لإبراز كمال الإعتناء بأمر الجزاء ، وللتنبيه على تباين الجزائين ،