هي إحدى عشر آية بلا خلاف ، وهي مدنية
قال القرطبي : في قول الجميع ، قال ابن عباس : نزلت بالمدينة ، وعن ابن الزبير مثله .
" وعن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة ، فيحرض بها المؤمنين ، وفي الثانية بسورة المنافقين فيقرع بها المنافقين ، " أخرجه سعيد بن منصور والطبراني في الأوسط قال السيوطي : بسند حسن ، وأخرج البراز والطبراني عن أبي عتبة الخولاني مرفوعا نحوه .
{ إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ( 1 )
{ إذا جاءك المنافقون } أي إذا وصلوا إليك وحضروا مجلسك ، قال ابن عباس : إنما سماهم الله منافقين لأنهم كتموا الشرك ، وأظهروا الإيمان ، والمراد بهم عبد الله بن أبيّ وأصحابه { قالوا } هذا جواب الشرط ، وقيل محذوف ، وقالوا : حال أي جاؤوك قائلين كيت وكيت ، فلا تقبل منهم وقيل : الجواب اتخذوا أيمانهم جنة ، وهو بعيد جدا كما لا يخفى { نشهد إنك لرسول الله } أكدوا شهادتهم بإن واللام للإشعار لأنها صادرة من صميم قلوبهم ، مع خلوص اعتقادهم ، ومعنى نشهد نحلف ، فهو يجري مجرى القسم ، ولذلك يتلقى بما يتلقى به القسم ، وإنما عبر عن الحلف بالشهادة لأن كل واحد من الحلف والشهادة إثبات لأمر معين ويحتمل أن يكون ذلك محمولا على ظاهره نفيا للنفاق عن أنفسهم ، وهو الأشبه ، ومثل نشهد نعلم فإنه أيضا يجري مجرى القسم ، كما في قول الشاعر :
ولقد علمت لتأتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها
{ والله يعلم إنك لرسوله } جملة معترضة مقررة لمضمون ما قبلها ، وهو ما أظهروه من الشهادة ، وإن كانت بواطنهم على خلاف ذلك { والله يشهد إن المنافقين لكاذبون } أي في شهادتهم التي زعموا أنها من صميم القلب ، وخلوص الاعتقاد ، لا في منطوق كلامهم ، وهو الشهادة بالرسالة ، فإنه حق يعني أنهم لكاذبون فيما تضمنه كلامهم ، من التأكيد الدال على أن شهادتهم بذلك صادرة عن خلوص اعتقاد ، وطمأنينة قلب ، وموافقة باطن لظاهر ، أو إنهم كاذبون عند أنفسهم ، لأنهم كانوا يعتقدون أن قولهم : إنك لرسول الله كذب ، وخبر على خلاف ما عليه المخبر عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.