{ فالملقيات ذكرا } هي الملائكة قال القرطبي : بإجماع أي تلقي الوحي إلى الأنبياء ، وقيل هو جبريل وسمي باسم الجمع تعظيما له ، وقيل هي الرسل يلقون إلى أممهم ما أنزل الله عليهم ، قاله قطرب ، قال ابن عباس : فالملقيات ذكرا قال بالتنزيل .
قرأ الجمهور ملقيات بسكون اللام وتخفيف القاف اسم فاعل .
وقرأن ابن عباس بفتح اللام وتشديد القاف من التلقية وهي إيصال الكلام إلى المخاطب .
أقسم سبحانه بصفات خمسة موصوفها محذوف فجعله بعضهم الرياح في الكل ، وبعضهم جعله الملائكة في الكل ، وبعضهم غاير فجعله تارة الرياح وتارة الملائكة ، وجعل الجلال المحلي الصفات الثلاث الأول لموصوف واحد وهو الرياح ، وجعل الرابعة لموصوف ثان وهو الآيات وجعل الخامسة لموصوف ثالث وهو الملائكة ، ولم يسلك هذه الطريق غيره من المفسرين .
وعبارة النهر : ولما كان للمقسم به موصوفات قد حذفت وأقيمت صفاتها مقامها وقع الخلاف في تلك الموصوفات ، والذي يظهر أن المقسم به شيئان ، ولذلك جاء العطف بالواو في { والناشرات } والعطف بالواو يشعر بالتغاير ، وأما العطف بالفاء إذا كان في الصفات فيدل على أنها راجعة لموصوف واحد :
وإذا تقرر هذا فالظاهر أنه أقسم أولا بالرياح ويدل عليه عطف الصفة بالفاء ، والقسم الثاني فيه ترق إلى أشرف من المقسم به الأول وهم الملائكة ، ويكون قوله ( فالفارقات ، فالملقيات ) من صفاتهم وإلقاؤهم للذكر وهو ما أنزل الله تعالى صحيح إسناده إليهم .
وما ذكر من اختلاف المفسرين في المراد بهذه الأوصاف ينبغي أن يحمل على التمثيل لا على التعيين ، والراجح أن الأوصاف الثلاثة الأول للرياح ، والرابع والخامس للملائكة ، وهو الذي اختاره الزجاج والقاضي وغيرهما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.