فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِذۡ نَادَىٰهُ رَبُّهُۥ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوًى} (16)

{ إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى } الظرف متعلق بحديث لا بأتاك لاختلاف وقتيهما ، وقد مضى من خبر موسى وفرعون في غير موضع ما فيه كفاية .

والواد المقدس المبارك المطهر غاية الطهر بتشريف الله له بإنزال النبوة فيه المفيضة للبركات ، قال الفراء { طوى } واد بين المدينة ومصر سمي طوى لأنه طوى فيه الشر عن بني إسرائيل أو لأن موسى طواه بالليل إذ مر به فارتفع إلى أعلى الوادي ، وقيل واد بالشام عند الصور بين أيلة ومصر ، وهو معدول من طاو كما عدل عمر من عامر ، قاله الفراء ، قال : والصرف أحب إلي إذ لم أجد في المعدول نظيرا له .

وقيل طوى معناه بالعبرانية يا رجل فكأنه قيل يا رجل ، وقيل المعنى أن الوادي المقدس بورك فيه مرتين والأول أولى ، وقد مضى تحقيق القول فيه ، قرئ طوى بالتنوين وتركه وهما سبعيتان ، قال الجوهري طوى اسم موضع بالشام تكسر طاؤه وتضم ويصرف ، فمن صرفه جعله اسم واد ومكان وجعله نكرة ، ومن لم يصرفه جعله بلدة وبقعة وجعله معرفة .