فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَسَوۡفَ يُحَاسَبُ حِسَابٗا يَسِيرٗا} (8)

{ فأما من أوتي كتابه } أي كتاب عمله { بيمينه } وهم المؤمنون { فسوف يحاسب حسابا يسيرا } سهلا هينا لا مناقشة فيه ، قال مقاتل لأنها تغفر ذنوبه ولا يحاسب عليها .

وقال المفسرون هو أن تعرض عليه سيئاته ثم يغفرها الله فهو الحساب اليسير ، وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس أحد يحاسب إلا هلك فقلت أليس يقول الله فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ليس ذلك بالحساب ولكن ذلك العرض ، ومن نوقش الحساب هلك " أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما .

وعنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في بعض صلاته " اللهم حاسبني حسابا يسيرا فلما انصرف قلت : يا رسول الله ما الحساب اليسير ؟ قال أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه ، أنه من نوقش الحساب هلك " أخرجه أحمد وعبد ابن حميد وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه ، وفي بعض ألفاظ لحديث الأول وهذا الحديث " عذب " مكان هلك .

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ثلاث من كن فيه يحاسبه الله حسابا يسيرا ، ويدخله الجنة برحمته : تعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك " أخرجه البزار والطبراني في الأوسط والبيهقي والحاكم .