فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحٗا فَمُلَٰقِيهِ} (6)

{ يا أيها الإنسان } المراد جنس الإنسان فيشمل المؤمن والكافر وقيل هو الإنسان الكافر والأول أولى لما سيأتي من التفصيل { إنك كادح إلى ربك كدحا } الكدح في كلام العرب السعي في الشيء بجهد من غير فرق بين أن يكون ذلك الشيء خيرا أو شرا ، والمعنى أنك ساع إلى ربك في عملك أو إلى لقاء ربك مأخوذ من كدح جلده إذا خدشه ، قال قتادة والضحاك والكلبي : عامل لربك عملا ، وفي المختار الكدح العمل والسعي والكد والكسب ، وهو الخدش أيضا وباب الكل قطع .

{ فملاقيه } أي فملاق عملك وبه قال ابن عباس ، والمعنى أنه لا محالة ملاق لجزاء علمه وما يترتب عليه من الثواب والعقاب ، قال الشهاب : أي ملاق كدحه بنفسه من غير تقدير لوجوده في صحفه ، وعلى هذا فما بعده تفصيل له .

قال القتيبي معنى الآية أنك كادح أي عامل ناصب في معيشتك إلى لقاء ربك لا مفر لك منه ، والملاقاة بمعنى اللقاء أي تلقى ربك بعلمك ، وقيل فملاق كتاب عملك لأن العمل قد انقضى .