{ كيف } يكون لهم عهد وهو زيادة ترق في استبعاد بقاء عهد لهم ، ولهذا أعاد الاستفهام التعجبي للتأكيد والتقرير { و } الحال أنهم { إن يظهروا عليكم } بالغلبة لكم ويظفروا بكم { لا يرقبوا } أي لا يراعوا أو لا يحفظوا أو لا ينتظروا فيكم { إلا ولا ذمة } قال في الصحاح : الإل العهد والقرابة ، قال الزجاج : الإل عندي على ما يوجبه اللغة يدور على معنى الحدة ، ومنه الإلة للحربة ومنه أذن مؤللة أي محددة ، وقال الفراء : المراد به القرابة ، وقيل إن الإل الجؤار هو رفع الصوت عند التحالف ، وذلك أنهم كانوا إذا تحالفوا جأروا بذلك جؤارا ، ويجمع الإل في القلة على آل وفي الكثرة على إلال كقدح وقداح ، والأل بالفتح قيل شدة القنوط ، قال الهروي في الحديث " عجب ربكم من ألكم وقنوطكم " .
وفي القاوس الإلّ بالكسر العهد والحلف وموضع ، والجوار والقرابة والمعدن والحقد والعداوة والربوبية واسم الله تعالى ، وكل اسم آخره ال أو إيل فمضاف إلى الله تعالى ، والوحي والأمان والجزع عند المصيبة ومنه ما روي عجب ربكم من إلّكم ، فيمن رواه بالكسر ورواية الفتح أكثر اه .
وقال ابن زيد والسدي وأبو عبيدة : الإلّ العهد وقيل الذمة والنديم ، وقال الأزهري : هو اسم لله بالعبرانية وأصله من الاليل وهو البريق يقال أل لونه يؤل ألاً أي صفا ولمع ، والذمة العهد وجمعها ذمم فمن فسر الأول بالعهد كان التكرير للتأكيد مع اختلاف اللفظين ، وقيل الذمة الضمان يقال هو في ذمتي أي في ضماني وبه سمي أهل الذمة لدخولهم في ضمان المسلمين ، ويقال به ذمة وذمام ومذمة وهي الذم قاله ابن عرفة .
وقال الراغب : الذمام ما يذم الرجل على إضاعته من عهد ، وكذلك الذمة والمذمة بالفتح والكسر وقيل لي مذمة فلا تهتكها ، وقال غيره : سميت ذمة لأن كل حرمة يلزمك من تضييعها الذم يقال لها ذمة ، وقال أبو عبيدة والأزهري : الذمة الأمان كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( ويسعى بذمتهم أدناهم ) وروي عنه أيضا أن الذمة ما يتذمم به أي ما يجتنب فيه الذم ، وقال قتادة : الإل الحلف ، وقال أبو مجلز : هو الله تعالى ، وعن مجاهد وعكرمة مثله ، وقال ابن عباس : الإل القرابة . والذمة العهد .
{ يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم } أي يقولون بألسنتهم ما فيه مجاملة ومحاسنة لكم طلبا لمرضاتكم وتطييب قلوبكم ، وقلوبهم تأبى ذلك وتخالفه وتود ما فيه مساءتكم ومضرتكم كما يفعله أهل النفاق وذوو الوجهين ، والكلام مستأنف لبيان حالهم عند عدم الظفر فهو مقابل في المعنى لقوله : { وإن يظهروا عليكم } الخ يقال أبى يأبى أي اشتد امتناعه فكل إباء امتناع من غير عكس ، ولم يصب من فسره بمطلق الامتناع ، ومجيء المضارع منه على يفعل بفتح العين شاذ ، ومنه قلى يقلي في لغة قاله السمين ، ثم حكم عليهم بالفسق فقال : { وأكثرهم فاسقون } وهو التمرد والتجري والخروج عن الحق لنقضهم العهود وعدم مراعاتهم لها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.