فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (51)

ثم لما قالوا هذا القول أمر الله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بأن يجيب عليهم فقال : { قل } لهم بيانا لبطلان ما بنوا عليه مسرتهم من الاعتقاد { لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا } في اللوح المحفوظ أو في كتابه المنزل علينا ، وفائدة هذا الجواب أن الإنسان إذا علم أن ما قدره الله كائن وإن كل ما ناله من خير أو شر إنما هو بقدر الله وقضائه ، هانت عليه المصائب ولم يجد مرارة شماتة الأعداء وتشفي الحسدة .

{ هو مولانا } أي ناصرنا وجاعل العاقبة لنا ومظهر دينه على جميع الأديان { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } الفاء سببية والأصل ليتوكل قدم الظرف على الفعل لإفادة القصر ، ثم أدخلت الفاء للدلالة على استيجابه تعالى للتوكل كما في قوله : { وإياي فارهبون } والتوكل على الله تفويض الأمور إليه والمعنى أن من حق المؤمنين أن يجعلوا توكلهم في جميع أمورهم مختصا بالله سبحانه لا يتوكلون على غيره .