الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَتَىٰٓ أَمۡرُ ٱللَّهِ فَلَا تَسۡتَعۡجِلُوهُۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (1)

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة النحل بمكة .

وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله .

وأخرج النحاس من طريق مجاهد ، عن ابن عباس قال : سورة النحل نزلت بمكة سوى ثلاث آيات من آخرها فإنهن نزلن بين مكة والمدينة في منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت { أتى أمر الله } ذعر أصحاب رسول الله ، حتى نزلت { فلا تستعجلوه } فسكنوا .

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم ، عن أبي بكر بن حفص قال : لما نزلت { أتى أمر الله } قاموا فنزلت { فلا تستعجلوه } .

وأخرج ابن مردويه من طريق الضحاك ، عن ابن عباس { أتى أمر الله } قال : خروج محمد صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن جرير عن أبي بن كعب قال : دخلت المسجد فصليت فقرأت سورة النحل ، وجاء رجلان فقرآ خلاف قراءتنا ، فأخذت بأيديهما فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : « يا رسول الله ، استقرئ هذين فقرأ أحدهما فقال : أصبت . ثم استقرأ الآخر فقال : أصبت . فدخل قلبي أشدّ مما كان في الجاهلية من الشك والتكذيب ، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري فقال : أعاذك الله من الشك والشيطان . فتصببت عرقاً ، قال : أتاني جبريل فقال : اقرأ القرآن على حرف واحد . فقلت : إن أمتي لا تستطيع ذلك ، حتى قال : سبع مرات . فقال لي : اقرأ على سبعة أحرف ، بكل ردة رددتها مسألة » .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن ابن جريج قال : لما نزلت هذه الآية { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } قال رجال من المنافقين بعضهم لبعض : إن هذا يزعم أن أمر الله قد أتى فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى تنظروا ما هو كائن ، فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا : ما نراه نزل . فنزلت { اقترب للناس حسابهم . . . . } الآية . فقالوا : إن هذا يزعم مثلها أيضاً ، فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا : ما نراه نزل شيء ، فنزلت { ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدوة . . . . } [ هود : 8 ] الآية .

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه ، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس ، فما تزال ترتفع في السماء حتى تملأ السماء ، ثم ينادي مناد :

يا أيها الناس ، فيقبل الناس بعضهم على بعض : هل سمعتم ؟ فمنهم من يقول : نعم . ومنهم من يشك . ثم ينادي الثانية : يا أيها الناس ، فيقول الناس : هل سمعتم ؟ فيقولون : نعم . ثم ينادي : أيها الناس { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } « قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «فوالذي نفسي بيده ، إن الرجلين لينشران الثوب فما يطويانه ، وإن الرجل ليملأ حوضه فما يسقي فيه شيئاً ، وإن الرجل ليحلب ناقته فما يشربه ويشغل الناس » .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الضحاك في قوله { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } قال : الأحكام والحدود والفرائض .