الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ وَلَلۡأٓخِرَةُ أَكۡبَرُ دَرَجَٰتٖ وَأَكۡبَرُ تَفۡضِيلٗا} (21)

وأخرج ابن جرير وأبن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض } أي في الدنيا : { وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً } وإن للمؤمنين في الجنة منازل وإن لهم فضائل بأعمالهم . وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : « بين أعلى أهل الجنة وأسفلهم درجة كالنجم يرى في مشارق الأرض ومغاربها » .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله : { وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً } قال : إن أهل الجنة بعضهم فوق بعض درجات ، الأعلى يرى فضله على من هو أسفل منه ، والأسفل لا يرى أن فوقه أحداً .

وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية ، عن سلمان رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال : «ما من عبد يريد أن يرتفع في الدنيا درجة فارتفع ، إلا وضعه الله في الآخرة درجة أكبر منها وأطول » ثم قرأ { وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً } .

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وهناد وابن أبي الدنيا في صفة الجنة والبيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : لا يصيب عبد من الدنيا شيئاً ، إلا نقص من درجاته عند الله ، وإن كان على الله كريماً .