الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{۞وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا} (23)

أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وقضى ربك أَلاَّ تعبدوا إلا إياه } قال : التزقت الواو بالصاد ، وأنتم تقرؤونها { وقضى ربك } .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك ، عن ابن عباس رضي الله عنهما .

وأخرج أبو عبيد وابن منيع وابن المنذر وابن مردويه من طريق ميمون بن مهران ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم - صلى الله عليه وسلم - « ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه » فالتصقت إحدى الواوين بالصاْد ، فقرأ الناس { وقضى ربك } ولو نزلت على القضاء ، ما أشرك به أحد .

وأخرج الطبراني ، عن الأعمش قال : كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقرأ «ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه » .

وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر ، عن الضحاك بن مزاحم - رضي الله عنه - أنه قرأها « ووصى ربك » قال : إنهم ألصقوا إحدى الواوين بالصاد فصارت قافاً .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وقضى ربك } قال : أمر .

وأخرج ابن المنذر ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } قال : عهد ربك ألا تعبدوا إلا إياه .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { وبالوالدين إحساناً } يقول : براً .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف } فيما تميط عنهما من الأذى الخلاء والبول ، كما كانا لا يقولانه ، فيما كانا يميطان عنك من الخلا والبول .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه في الآية قال : { لا تقل لهما أف } فما سواه .

وأخرج الديلمي ، عن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - مرفوعاً ، لو علم الله شيئاً من العقوق أدنى من { أف } لَحَرَّمَهُ .

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عروة رضي الله عنه في قوله : { وقل لهما قولاً كريماً } قال : لا تمنعهما شيئاً أرادا .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف ، عن الحسن - رضي الله عنه - أنه سئل ما برّ الوالدين ؟ قال : أن تبذل لهما ما ملكت ، وأن تطيعهما فيما أمراك به ، إلا أن يكون معصية .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن الحسن - رضي الله عنه - أنه قيل له : إلام ينتهي العقوق ؟ قال : أن يحرمهما ويهجرهما ويحد النظر إلى وجههما .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { وقل لهما قولاً كريماً } قال : يقول : يا أبت ، يا أمه ، ولا يسميهما بأسمائهما .

وأخرج ابن مردويه ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم ومعه شيخ فقال : «من هذا معك ؟ » قال : أبي . قال : «لا تمشين أمامه ، ولا تقعدن قبله ، ولا تدعه باسمه ، ولا تستب له » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد رضي الله عنه في قوله : { وقل لهما قولاً كريماً } قال : إذا دعواك فقل لهما لبيكما وسعديكما .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { وقل لهما قولاً كريماً } قال : قولاً ليناً سهلاً .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن أبي الهداج التجيبي قال : قلت لسعيد بن المسيب - رضي الله عنه - كل ما ذكر الله في القرآن من بر الوالدين فقد عرفته إلا قوله : { وقل لهما قولاً كريماً } ما هذا القول الكريم ؟ قال ابن المسيب : قول العبد المذنب للسيد الفظ .