الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمۡۚ إِن تَكُونُواْ صَٰلِحِينَ فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلۡأَوَّـٰبِينَ غَفُورٗا} (25)

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله : { ربكم أعلم بما في نفوسكم } قال : تكون البادرة من الولد إلى الوالد ، فقال الله : { إن تكونوا صالحين } أي تكون النية صادقة ببرهما { فإنه كان للأوّابين غفوراً } للبادرة التي بدرت منه .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله : { إنه كان للأوّابين غفوراً } قال : الرجاعين إلى الخير .

وأخرج سعيد بن منصور وهناد وابن أبي حاتم والبيهقس عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله : { إنه كان للأوّابين } قال : الرجاعين من الذنب إلى التوبة ، ومن السيئات إلى الحسنات .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { للأوّابين } قال : للمطيعين المحسنين .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { للأوّابين } قال : للتوّابين .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه - قال : الأوّاب ، التوّاب .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن مردويه ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : «الصلاة على وقتها » قلت : ثم أي ؟ قال : «ثم بر الوالدين » قلت : ثم أي ؟ قال : «ثم الجهاد في سبيل الله » .

وأخرج البخاري في الأدب المفرد ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : رضا الله في رضا الوالد ، وسخط الله في سخط الوالد .

وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده قال : قلت يا رسول الله ، من أبر ؟ قال : «أمك . قلت : من أبر ؟ قال : أمك . قلت : من أبر ؟ قال : أمك . قلت : من أبر ؟ قال : أباك ، ثم الأقرب فالأقرب » .

وأخرج البخاري في الأدب المفرد والبيهقي ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه أتاه رجل فقال : إني خطبت امرأة فأبت أن تنكحني ، وخطبها غيري فأحبت أن تنكحه ، فغرت عليها فقتلتها ، فهل لي من توبة ؟ قال : أمك حية ؟ قال : لا . قال : تب إلى الله ، وتقرب إليه ما استطعت . فذهبت فسألت ابن عباس - رضي الله عنهما - لم سألت عن حياة أمه ؟ فقال : إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله من بر الوالدة .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن ماجة والبيهقي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى رجل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ما تأمرني ؟ قال : «بر أمك ، ثم عاد فقال : بر أمك ، ثم عاد فقال : بر أمك ، ثم عاد الرابعة فقال : بر أباك » وأخرج البخاري في الأدب المفرد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما من مسلم له والدان يصبح إليهما محسناً إلا فتح الله له بابين - يعني من الجنة - وإن كان واحداً فواحد ، وإن أغضب أحدهما ، لم يرض الله عنه ، حتى يرضى عنه . قيل : وإن ظلماه ؟ ؟ قال : وإن ظلماه .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب المفرد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن المنذر والبيهقي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال : «لا يجزي ولد والده ، إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه قيعتقه » .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري في الأدب والحاكم وصححه والبيهقي ، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يبايعه على الهجرة ، وترك أبويه يبكيان قال : «فارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما » .

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يريد الجهاد ، فقال : «ألك والدان ؟ قال : نعم . قال : ففيهما فجاهد » .

وأخرج البخاري في الأدب ومسلم والبيهقي ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال : «رغم أنفه رغم أنفه قالوا يا رسول الله من ؟ قال : من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما فدخل النار » .

وأخرج البخاري في الأدب والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان ، عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم «من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره » .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري في الأدب والبيهقي ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه أبصر رجلين ، فقال : لأحدهما ما هذا منك ؟ فقال أبي ، فقال : لا تسمه . وفي لفظ لا تدعه باسمه ، ولا تمش أمامه ، ولا تجلس قبله حتى يجلس ، ولا تستب له .

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «رضا الله في رضا الوالدين ، وسخط الله في سخط الوالدين » .

وأخرج سعيد وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي ، عن معاوية بن جابر ، عن أبيه قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم أستشيره في الجهاد ، فقال : «ألك والدة ؟ قال نعم . قال : اذهب فالزمها فإن الجنة عند رجليها » .

وأخرج عبد الرزاق ، عن طلحة رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : « يا رسول الله ، إني أريد الغزو ، وقد جئت إليك أستشيرك ؟ فقال : «هل لك من أم ؟ قال : نعم . قال : فالزمها فإن الجنة عند رجليها ، ثم الثانية ، ثم الثالثة » كمثل ذلك .

وأخرج ابن مردويه والبيهقي ، عن أنس - رضي الله عنه - «أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه ، فقال : «هل بقي أحد من والديك ؟ قال : أمي ، قال : فاتق الله فيها ، فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد ، فإذا دعتك أمك فاتق الله وبرّها » .

وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - « لنومك على السرير بين والديك تضحكهما ويضحكانك أفضل من جهادك بالسيف في سبيل الله » .

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم والبيهقي ، عن خداش بن سلامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوصي أمرأ بأمه ثلاث مرار ، وأوصي امرأ بأبيه مرتين ، وأوصي أمرأً بمولاه الذي يليه ، وإن كان عليه منه أذى يؤذيه .

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «الوالد وسط أبواب الجنة ، فاحفظ ذلك الباب ، أو ضَيِّعْهُ » .

وأخرج البيهقي ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إني أراني في الجنة ، فبينا أنا فيها إذ سمعت صوت رجل بالقرآن ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : حارثة بن النعمان ، كذلك البر كذلك البر » .

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم «نمت فرأيتني في الجنة ، فسمعت قارئاً ، يقرأ ، فقلت من هذا ؟ » قالوا : حارثة بن النعمان ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «كذلك البر كذلك البر كذلك البر » قال : وكان أبر الناس بأمه .

وأخرج البيهقي ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : مر رجل له جسم - يعني خلقاً - فقالوا : لو كان هذا في سبيل الله ! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «لعله يكد على أبوين شيخين كبيرين ، فهو في سبيل الله . لعله يكد على صبية صغار ، فهو في سبيل الله . لعله يكد على نفسه ليغنيها عن الناس ، فهو في سبيل الله » .

وأخرج البيهقي ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أحب أن يمد الله في عمره ، ويزيد في رزقه ، فليبر والديه وليصل رحمه » .

وأخرج البيهقي ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «ما من ولد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة ، إلا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة قالوا : وإن نظر كل يوم مائة مرة ؟ قال : نعم . الله أكبر وأطيب » .

وأخرج البيهقي ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا نظر الولد إلى والده - يعني - فسرّ به ، كان للولد عتق نسمة » قيل : يا رسول الله ، وإن نظر ثلاثمائة وستين نظرة ؟ قال : «الله أكبر من ذلك » .

وأخرج البيهقي ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : النظر إلى الوالد عبادة ، والنظر إلى الكعبة عبادة ، والنظر إلى المصحف عبادة ، والنظر إلى أخيك ؛ حباً له في الله عبادة .

وأخرج البيهقي وضعفه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من قبل بين عيني أمه كان له ستراً من النار » .

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني أذنبت ذنباً عظيماً فهل لي من توبة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألك والدان قال : لا . قال : ألك خالة ؟ قال : نعم . قال : فبرها إذن » .

وأخرج البيهقي عن أم أيمن رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بعض أهل بيته فقال : «لا تشرك بالله وإن عذبت وإن حرقت ، وأطع ربك ووالديك وإن أمراك أن تخرج من كل شيء فاخرج ، ولا تترك الصلاة متعمداً ؛ فإنه من ترك الصلاة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله ، إياك والخمر ، فإنها مفتاح كل شر ، وإياك والمعصية ؛ فإنها تسخط الله ، لا تنازِعَنَّ الأمر أهله ؛ وإن رأيت أنه لك ، لا تفر من الزحف ؛ وإن أصاب الناس موت ، وأنت فيهم فأثبت ، أنفق على أهلك من طولك ، ولا ترفع عصاك عنهم وأخفهم في الله عز وجل » .

وأخرج أحمد والبخاري في الأدب وأبو داود وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي ، عن أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه قال : كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل : «يا رسول الله ، هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به ؟ قال : نعم . خصال أربع : الدعاء لهما ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما ، وإكرام صديقهما ، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما » .

وأخرج البخاري في الأدب ومسلم وأبو داود والترمذي وابن حبان والبيهقي ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ودّ أبيه بعد أن يولي الأب » .

وأخرج البخاري في الأدب ، عن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال : والذي بعث محمداً بالحق ، إنه لفي كتاب الله ، لا تقطع من كان يصل أباك ، فتطفئ بذلك نورك .

وأخرج الحاكم والبيهقي من طريق محمد بن طلحة ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لرجل من العرب كان يصحبه - يقال له عفير - يا عفير ، كيف سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الودّ ؟ قال : سمعته يقول : «الودّ يتوارث ، والعداوة كذلك » .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والحاكم والبيهقي ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «لا يدخل الجنة عاق ، ولا ولد زنا ، ولا مدمن خمر ، ولا منان » .

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والنسائي والبيهقي ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لا يدخل الجنة عاق والديه ، ولا منان ، ولا ولد زنية ، ولا مدمن خمر ، ولا قاطع رحم ، ولا من أتى ذات رحم » .

وأخرج البيهقي وضعفه ، عن طلق بن علي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «لو أدركت والدي أو أحدهما وأنا في صلاة العشاء ، وقد قرأت فيها بفاتحة الكتاب ، فنادى يا محمد ، لأجبتهما لبيك » .

وأخرج البيهقي وضعفه من طريق الليث بن سعد حدثني يزيد بن حوشب الفهري ، عن أبيه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «لو كان جريج الراهب فقيهاً عالماً ، لعلم أن إجابته أمه أفضل من عبادته ربه » .

وأخرج البيهقي عن مكحول قال : إذا دعتك والدتك وأنت في الصلاة فأجبها ، وإذا دعاك أبوك فلا تجبه حتى تفرغ من صلاتك .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن محمد بن المنكدر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا دعتك أمك في الصلاة فأجبها ، وإذا دعاك أبوك فلا تجبه » .

وأخرج أحمد والبيهقي ، عن أبي مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار من بعد ذلك ، فأبعده الله وأسحقه » .

وأخرج أحمد والبيهقي ، عن سهل بن معاذ ، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من العباد عباد لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولا يطهرهم » قيل : من أولئك يا رسول الله ؟ قال : «المتبرئ من والديه رغبة عنهما ، والمتبرئ من ولده ، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم » .

وأخرج البيهقي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة من قتل نبياً ، أو قتله نبي ، أو قتل أحد والديه ، والمصوّرون ، وعالم لم ينتفع بعلمه » .

وأخرج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي والبيهقي والطبراني والخرائطي في مساوئ الأخلاق من طريق بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة ، عن أبيه عن جده أبي بكرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة ، إلا عقوق الوالدين ، فإنه يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات ، ومن رايا رايا الله به ، ومن سمع سمع الله به » .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي ، عن طاوس رضي الله عنه قال : إن من السنة أن توقر أربعة : العالم ، وذو الشيبة ، والسلطان ، والوالد . قال : ويقال أن من الجفاء : أن يدعو الرجل والده باسمه .

وأخرج عبد الرزاق والبيهقي ، عن كعب - رضي الله عنه - أنه سئل عن العقوق ما تجدونه في كتاب الله عقوق الوالدين ؟ قال : إذا أقسم عليه لم يبره ، وإذا سأله لم يعطه ، وإذا ائتمنه خان ، فذلك العقوق .

وأخرج البيهقي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ثلاث دعوات مستجابات : دعاء الوالد على ولده ، ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر » .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي ، عن محمد بن النعمان يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة غفر له وكتب برّاً » .

وأخرج البيهقي ، عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الرجل ليموت والداه وهو عاق لهما فيدعو لهما من بعدهما ، فيكتبه الله من البارين » .

وأخرج البيهقي ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن العبد يموت والداه أو أحدهما ، وإنه لهما لعاق فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله بارّاً » .

وأخرج البيهقي عن الأوزاعي رضي الله عنه قال : بلغني أن من عق والديه في حياتهما ثم قضى ديناً إن كان عليهما واستغفر لهما ولم يستسب لهما كتب بارّاً ، ومن بر والديه في حياتهما ثم لم يقض ديناً إذا كان عليهما ولم يستغفر لهما واستسب لهما كتب عاقاً » .

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أصبح مطيعاً لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة ، وإن كان واحداً فواحداً ، ومن أمسى عاصياً لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار ، وإن كان واحداً فواحداً » قال رجل : وإن ظلماه ؟ قال : «وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه » .

وأخرج البيهقي ، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر رضي الله عنه قال : كان أبي يبيت على السطح يروح على أمه ، وعمي يصلي إلى الصباح ، فقال له أبي ما يسرني أن ليلتي بليلتك .

وأخرج ابن سعد وأحمد في الزهد والبيهقي ، عن عبد الله بن المبارك قال : قال محمد بن المنكدر ، بات عمر أخي يصلي ، وبت أغمز رجل أمي ، وما أحب أن ليلتي بليلته .

وأخرج ابن سعد ، عن محمد بن المنكدر : أنه كان يضع خده على الأرض ثم يقول لأمه : يا أمه ، قومي فضعي قدمك على خدي .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي ، عن طاوس قال : كان رجل له أربعة بنين فمرض فقال أحدهم : إما أن تمرضوه ، وليس لكم من ميراثه شيء ، وأما أن أمرضه وليس لي من ميراثه شيء ، قالوا : بل مرضه وليس لك من ميراثه شيء ، فمرضه حتى مات ولم يأخذ من ماله شيئاً ، فأتي في النوم فقيل له : ائت مكان كذا وكذا ، فخذ منه مائة دينار ، فقال في نومه أفيها بركة ؟ قالوا : لا . فأصبح فذكر ذلك لامرأته ، فقالت له خذها ، فإن من بركتها : أن تكتسي منها وتعيش بها ، فأبى ، فلما أمسى أتي في النوم فقيل له : ائت مكان كذا وكذا فخذ منه عشرة دنانير ، فقال : فيها بركة ؟ قالوا : لا : فأصبح فذكر ذلك لامرأته ، فقالت له مثل ذلك ، فأبى أن يأخذها ، فأتي في النوم في الليلة الثالثة : أن ائت مكان كذا وكذا فخذ منه ديناراً ، فقال : أفيه بركة ؟ قالوا : نعم .

فذهب فأخذ الدينار ، ثم خرج به إلى السوق ، فإذا هو برجل يحمل حوتين ، فقال بكم هذان ، فقال بدينار ، فأخذهما منه بالدينار ، ثم انطلق بهما ، فلما دخل بيته شق الحوتين فوجد في بطن كل واحد منهما درة لم ير الناس مثلها ، فبعث الملك بدرة ليشتريها ، فلم توجد إلا عنده ، فباعها بوقر ثلاثين بغلاً ذهباً ، فلما رآها الملك قال : ما تصلح هذه إلا بأخت ، فاطلبوا مثلها وإن أضعفتم . قال : فجاؤوا فقالوا : عندك أختها نعطيك ضعف ما أعطيناك ؟ قال : أو تفعلون ؟ قالوا : نعم . فأعطاهم أختها بضعف ما أخذوا الأولى .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي ، عن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه قال : لما قدم أبو موسى وأبو عامر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعوه وأسلموا . قال : «ما فعلت امرأة منكم تدعى كذا وكذا ؟ قالوا تركناها في أهلها . قال : فإنها قد غفر لها . قالوا : بم يا رسول الله ؟ قال : ببرها والدتها قال : كانت لها أم عجوز كبيرة ، فجاءهم النذير : إن العدو يريد أن يغير عليكم الليلة ، فارتحلوا ليلحقوا بعظيم قومهم ، ولم يكن معها ما تحتمل عليه ، فعمدت إلى أمها ، فجعلت تحملها على ظهرها ، فإذا أعيت وضعتها ، ثم ألصقت بطنها ببطن أمها ، وجعلت رجليها تحت رجلي أمها من الرمضاء حتى نجت » .

وأخرج البيهقي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : «بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ طلع شاب فقلنا : لو كان هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في سبيل الله ، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم مقالتنا . فقال : «وما في سبيل الله ، إلا من قتل ، ومن سعى على والديه ، فهو في سبيل الله ، ومن سعى على عياله ، فهو في سبيل الله ، ومن سعى على نفسه يغنيها فهو في سبيل الله تعالى » .

وأخرج الحاكم ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ، أي الناس أعظم حقاً على المرأة . قال : «زوجها . قلت : فأي الناس أعظم حقاً على الرجل . قال : أمه » .

وأخرج الحاكم عن علي رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «لعن الله من ذبح لغير الله ، ثم تولى غير مولاه ، ولعن الله العاق لوالديه ، ولعن الله من نقض منار الأرض » .

وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً «عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم ، وبروا آبائكم تبركم أبناؤكم ، ومن أتاه أخوه متنصلاً فليقبل ذلك منه محقاً كان أو مبطلاً ، فإن لم يفعل لم يرد على الحوض » .

وأخرج الحاكم ، عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً «بروا آباءكم » .

وأخرج أحمد والحاكم وصححه ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رجلاً هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : « قد هاجرت من الشرك - ولكنه الجهاد - هل لك أحد باليمن ؟ قال : أبواي قال : أذنا لك ؟ قال : لا . قال : فارجع فاستأذنهما ، فإن أذنا لك مجاهد ، وإلاّ ، فبرّهما » .

وأخرج أحمد في الزهد ، عن وهب بن منبه رضي الله عنه أن موسى - عليه الصلاة والسلام - سأل ربه عز وجل فقال : يا رب ، بم تأمرني ؟ قال : «بأن لا تشرك بي شيئاً » قال : وبم ؟ قال : «وتبر والدتك » قال : وبم ؟ قال : وبوالدتك قال : وبم ؟ قال : بوالدتك ؟ قال وهب رضي الله عنه : إن البر بالوالدين يزيد في العمر ، والبر بالوالدة ينبت الأصل .

وأخرج أحمد في الزهد ، عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه قال : رأى موسى عليه السلام رجلاً عند العرش ، فغبطه بمكانه ، فسأل عنه فقالوا : نخبرك بعمله ، لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ، ولا يمشي بالنميمة ، ولا يعق والديه . قال : «أي رب ، ومن يعق والديه » ؟ قال : «يستسب لهما حتى يسبا » .

وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن ماجة ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه : «أن رجلاً أتاه فقال : إن امرأتي بنت عمي وإني أحبها ، وإن والدتي تأمرني أن أطلقها ، فقال : لا آمرك أن تطلقها ، ولا آمرك أن تعصي والدتك ، ولكن أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعته يقول : «إن الوالدة أوسط باب من أبواب الجنة » فإن شئت فأمسك وإن شئت فدع .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن الحسن رضي الله عنه قال : للأم ثلثا البر وللأب الثلث .

وأخرج أحمد وابن ماجة ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب بقدر » .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «بر الوالدين يجزئ من الجهاد » .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قيل له : ما حق الوالد على الولد ؟ قال : لو خرجت من أهلك ومالك ما أديت حقهما .

وأخرج ابن أبي شيبة وهناد ، عن علي بن أبي طالب قال : إذا مالت الأفياء ، وراحت الأرواح ، فاطلبوا الحوائج إلى الله ، فإنها ساعة الأوّابين ، وقرأ { فإنه كان للأوّابين غفوراً } .

وأخرج هناد ، عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه في قوله : { فإنه كان للأوّابين غفوراً } قال : الأوّاب الذي يذنب ، ثم يستغفر ، ثم يذنب ، ثم يستغفر ، ثم يذنب ثم يستغفر .

وأخرج هناد ، عن عبيد بن عمير رضي الله عنه في قوله : { إنه كان للأوّابين غفوراً } قال : الأوّاب الذي يتذكر ذنوبه في الخلاء ، فيستغفر منها .