الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءٞ وَلَٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ} (154)

أخرج ابن منده في المعرفة من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : قتل تميم بن الحمام ببدر وفيه وفي غيره نزلت { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات . . . } الآية .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن حبير في قوله { لمن يقتل في سبيل الله } قال : في طاعة الله ، في قتال المشركين .

وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي العالية في قوله { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء } قال : يقول : هم أحياء في صور طير خضر ، يطيرون في الجنة حيث شاؤوا ، ويأكلون من حيث شاؤوا .

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير عن عكرمة في قوله تعالى { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات . . . } الآية . قال : أرواح الشهداء طير بيض فقاقيع في الجنة .

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في البعث والنشور عن كعب قال : جنة المأوى فيها طير خضر ترتقي فيها أرواح الشهداء في أجواف طير خضر ، وأولاد المؤمنين الذين لم يبلغوا الحنث عصافير من عصافير الجنة ترعى وتسرح .

وأخرج عبد الرزاق عن معمرعن قتادة قال " بلغنا أن أرواح الشهداء في صور طير بيض تأكل من ثمار الجنة ، وقال الكلبي عن النبي صلى الله عليه وسلم : في صورة طير بيض تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش " .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون } قال : ذكر لنا أن أرواح الشهداء تعارف في طير بيض تأكل من ثمار الجنة ، وإن مساكنهم السدرة ، وأن الله أعطى المجاهد ثلاث خصال من الخير . من قتل في سبيل الله حيا مرزوقا ، ومن غلب آتاه الله أجرا عظيما ، ومن مات رزقه الله رزقا حسنا .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { بل أحياء } قال : كان يقول : من ثمر الجنة ، ويجدون ريحها وليسوا فيها .

وأخرج مالك وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه عن كعب بن مالك " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق ( تعلق من ثمر الجنة : ترعى من أعلاه ) من ثمر الجنة أو شجر الجنة " .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن كعب بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أرواح الشهداء في صور طير خضر معلقة في قناديل الجنة حتى يرجعها الله يوم القيامة " .

وأخرج النسائي والحاكم وصححه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول الله له : يا ابن آدم كيف وجدك منزلك ؟ فيقول : أي رب خير منزل . فيقول : سل وتمن . فيقول : وما أسألك وأتمنى ، أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيل الله عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة " .