التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءٞ وَلَٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ} (154)

قوله تعالى{ ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون }

قال ابن كثير : يخبر تعالى ان الشهداء في برزخهم احياء يرزقون كما جاء في صحيح مسلم ان أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ، ثم تهوي إلى قناديل معلقة تحت العرش فاطلع عليهم ربك اطلاعه فقال : ماذا تبغون ؟ فقالوا : يا ربنا وأي شئ نبغي وقد أعطيتنا ما لم تعطي أحد من خلقك ؟ ثم عاد إليهم بمثل هذا فلما رأوا انهم لا يتركون من ان يسألوا ، قالوا : نريد أن تردنا إلى الدار الدنيا فنقاتل في سبيلك حتى نقتل فيك مرة أخرى-لما يرون من ثواب الشهادة-فيقول الرب جل جلاله : إني كتبت انهم إليها لا يرجعون .

( التفسير 1/342 ) ، وانظر ( صحيح مسلم –ك الإمارة- ب بيان ان أرواح الشهداء في الجنة وأنهم احياء عند ربهم يرزقون رقم 1887 ) .

قال الطبري حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان وعبدة بن سليمان ، عن محمد بن إسحاق ، عن الحارث بن فضيل ، عن محمود بن لبيد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الشهداء على بارق ، نهر باب الجنة ، في قبة خضراء-وقال عبدة في روضة خضراء-يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا .

وذكره ابن كثير عند تفسير قوله تعالى{ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء ولكن عند ربهم يرزقون }ثم قال : وهو إسناد جيد . وهو كما قال ، وعنعنة ابن إسحاق محمولة على الاتصال لأنه صرح بالسماع فيما اخرجه الحاكم من طريق يزيد بن هارون عن محمد بن إسحاق حدثني الحارث بن فضيل الأنصاري به ، وصححه وسكت عنه الذهبي( المستدرك 2/74 ) ، وأخرجه الإمام أحمد من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق به( المسند رقم 2390 ) ، وقال الهيثمي : ورجال احمد ثقات( مجمع الزوائد5/298 ) ، وصححه السيوطي في الجامع الصغير مع فيض القدير( 4/180 ح 4956 ) ، وحسنه الألباني( صحيح الجامع الصغير 3/236 ، 235 ) ، وصححه احمد شاكر في تحقيقه للمسند .