الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءٞ وَلَٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ} (154)

ثم قال/تعالى : ( وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُّقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلَ اَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ ) [ 153 ] .

هذا يدل على أنه لا يقال للشهيد ميت ، إنما( {[4859]} ) يقال : شهيد وقتيل . فالمعنى : هم أحياء عند ربهم يرزقون من ثمر الجنة ويجدون ريحها وليسوا( {[4860]} ) فيها . قاله مجاهد( {[4861]} ) .

قال قتادة : " كنا نحدث أن أرواح الشهداء تعارَف في طير [ خضر تأكل من ثمار ]( {[4862]} ) الجنة ، وأن مساكنهم السدرة( {[4863]} ) ، وأن للمجاهد في سبيل الله عز وجل ثلاث خصلات : من قتل في سبيل الله عز وجل منهم صار حياً مرزوقاً ، ومن غلب آتاه الله أجراً عظيماً/ومن مات رزقه الله رزقاً( {[4864]} ) حسناً " ( {[4865]} ) .

قال الربيع : " هم أحياء في صور طير خضر يطيرون في الجنة حيث شاءوا( {[4866]} ) . منها( {[4867]} ) يأكلون ، من حيث شاءوا " ( {[4868]} ) .

وقال عكرمة : " أرواح الشهداء في طير بيض في الجنة " ( {[4869]} ) .

وروى ابن عباس عن النبي [ صلى الله عليه وسلم ]( {[4870]} ) أنه قال : " الشُّهَدَاءُ عَلَى نَهْرٍ بِبَابِ( {[4871]} ) الجَنَّةِ فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ " ( {[4872]} ) .

ويُرْوَى أنهم بباب الجنة في( {[4873]} ) روضة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً( {[4874]} ) . [ فنهى الله المسلمين أن يسموهم ]( {[4875]} ) أموتاً وأمرهم أن يسموهم شهداء .

وعن النبي [ صلى الله عليه وسلم ]( {[4876]} ) أنه قال/في شهداء أحد : " هَؤُلاَءِ الشُّهَدَاءُ ، وَأَنَا عَلَيْهِمْ شَهِيدٌ ، جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ في طَيْرٍ خضرٍ تَرْتَعُ فِي رِيَاضِ الجَنَّةِ " ( {[4877]} ) .

وقيل : المعنى : لا تقولوا : " هم أموات في دينهم ، بل هم( {[4878]} ) أحياء في دينهم " . والقول الأول عليه أهل العلم .


[4859]:- في ع1، ع2، ق، ع3: أيضاً. وهو تحريف.
[4860]:- في ع3: لبسوا. وهو تصحيف.
[4861]:- انظر: تفسيره 1/92.
[4862]:- في ع3: خضراء تأكل من ثمر.
[4863]:- وهي سدرة المنتهى. انظر: جامع البيان 3/215.
[4864]:- سقط من ع3.
[4865]:- انظر: جامع البيان 3/215، والدر المنثور 1/375-376.
[4866]:- في ع2: يشاءوا. وفي ق: يشاء.
[4867]:- في ع3: ومنها.
[4868]:- انظر: جامع البيان 3/215، والدر المنثور 1/375-376.
[4869]:- هذا قول قتادة. أما قول عكرمة فهو: "فأرواحهم في طير خضر" انظر: جامع البيان 3/215. وقوله: "من حيث شاءوا..الجنة" ساقط من ع3.
[4870]:- في ح: عليه السلام.
[4871]:- في ع3: باب.
[4872]:- رواه الحاكم في المستدرك 2/74، وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجه ووافقه الذهبي.
[4873]:- في ع3: و.
[4874]:- هذه الرواية من كلام عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي. انظر: جامع البيان 3/217.
[4875]:- في ع3: فنهاهم الله أن يسمونهم. وهو خطأ.
[4876]:- في ح: عليه السلام.
[4877]:- رواه أبو داود، وابن ماجه والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. انظر: سنن أبي داود 3/15، وسنن ابن ماجه 2/936، وسنن الترمذي 4/176.
[4878]:- سقط من ع3.