الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (155)

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله { ولنبلونكم . . . } الآية . قال : أخبر الله المؤمنين أن الدنيا دار بلاء ، وأنه مبتليهم فيها وأمرهم بالصبر ، وبشرهم فقال { وبشر الصابرين } . وأخبر أن المؤمن إذا سلم لأمر الله ورجع واسترجع عند المصيبة كتب الله له ثلاث خصال من الخير : الصلاة من الله ، والرحمة ، وتحقيق سبل الهدى . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته ، وأحسن عقباه ، وجعل له خلفا صالحا يرضاه " .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء في قوله { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع } قال : هم أصحاب محمد عليه السلام .

وأخرج سفيان بن عيينة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن جويبر قال : كتب رجل إلى الضحاك يسأله عن هذه الآية { إنا لله وإنا إليه راجعون } أخاصة هي أم عامة ؟ فقال : هي لمن أخذ بالتقوى ، وأدى الفرائض .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { ولنبلونكم } قال : ولنبتليكم يعني المؤمنين { وبشر الصابرين } قال : على أمر الله في المصائب ، يعني بشرهم بالجنة { أولئك عليهم } يعني على من صبر على أمر الله عند المصيبة { صلوات } يعني مغفرة { من ربهم ورحمة } يعني رحمة لهم وأمنة من العذاب { وأولئك هم المهتدون } يعني من المهتدين بالاسترجاع عند المصيبة .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن رجاء بن حيوة في قوله : ونقص من الثمرات . قال : يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة فيه إلا تمرة .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق رجاء بن حيوة عن كعب . مثله .

وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " أعطيت أمتي شيئا لم يعطه أحد من الأمم ، أن يقولوا عند المصيبة { إنا لله وإنا إليه راجعون } " .

وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن جبير قال : لقد أعطيت هذه الأمة عند المصيبة شيئا لم تعطه الأنبياء من قبلهم ، ولو أعطيها الأنبياء لأعطيها يعقوب إذ يقول : يا أسفي على يوسف { إنا لله وإنا إليه راجعون } لفظ البيهقي قال : لم يعط أحد من الأمم الاسترجاع غير هذه الأمة ، أما سمعت قول يعقوب ؟ : يا أسفي على يوسف .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } قال : من استطاع أن يستوجب لله في مصيبته ثلاثا الصلاة والرحمة والهدى فليفعل ولا قوة إلا بالله ، فإنه من استوجب على الله حقا بحق أحقه الله له ، ووجد الله وفيا .

وأخرج وكيع وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب العزاء وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن عمر بن الخطاب قال : نعم العدلان ونعم العلاوة { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة } نعم العدلان { وأولئك هم المهتدون } نعم العلاوة .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله ابن عمرو قال : أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة : من كان عصمة أمره لا إله إلا الله ، وإذا أصابته مصيبة قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وإذا أعطي شيئا قال : الحمد لله ، وإذا أذنب ذنبا قال : استغفر الله .

وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلثمائة درجة ، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض " .

وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن يونس بن يزيد قال : سألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن ما منتهى الصبر ؟ قال : يكون يوم تصبيه المصيبة مثله قبل أن تصيبه .

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الاعتبار عن عمر بن عبد العزيز . أن سليمان بن عبد الملك قال له عند موت ابنه : أيصبر المؤمن حتى لا يجد لمصيبته ألما ؟ قال : يا أمير المؤمنين لا يستوي عندك ما تحب وما تكره ، ولكن الصبر معول المؤمن .

وأخرج أحمد وابن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان عن الحسين بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكرها وإن طال عهدها ، فيحدث لذلك استرجاعا إلا جدد الله له عند ذلك فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب " .

وأخرج سعيد بن منصور والعقيلي في الضعفاء من حديث عائشة . مثله .

وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من نعمة وإن تقادم عهدها فيجدد لها العبد الحمد إلا جدد الله له ثوابها ، وما من مصيبة وإن تقادم عهدها فيجدد لها العبد الاسترجاع إلا جدد الله له ثوابها وأجرها " .

وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن سعيد بن المسيب رفعه " من استرجع بعد أربعين سنة أعطاه الله ثواب مصيبته يوم أصيبها " .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن كعب قال : ما من رجل تصيبه مصيبة فيذكرها بعد أربعين سنة فيسترجع إلا أجرى الله له أجرها تلك الساعة ، كما أنه لو استرجع يوم أصيب .

وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان عن أم سلمة قالت : أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا سررت به قال " لا يصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ، ثم يقول : اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا فعل ذلك به . قالت : أم سلمة : فحفظت ذلك منه ، فلما توفي أبو سلمة استرجعت ، فقلت : اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها ، ثم رجعت إلى نفسي وقلت من أين لي خير من أبي سلمة ؟ فأبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

وأخرج مسلم عن أم سلمة قالت " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها . قالت : فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخلف الله لي خيرا منه ، رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته : قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون : نعم . فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم . فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك واسترجع ، فيقول الله ، ابنوا لعبدي بيتا في الجنة ، وسموه بيت الحمد " .

وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن للموت فزعا ، فإذا أتى أحدكم وفاة أخيه فليقل : إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا إلى ربنا لمنقلبون " .

وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن أبي بكر بن أبي مريم سمعت أشياخنا يقولون : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن أهل المصيبة لتنزل بهم فيجزعون وتسور عنهم فيمر بها مار من الناس ، فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فيكون فيها أعظم أجرا من أهلها " .

وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن أبي أمامة قال " انقطع قبال ( قبال : زمام النعل ) النبي صلى الله عليه وسلم فاسترجع فقالوا : مصيبة يا رسول الله ؟ فقال : ما أصاب المؤمن مما يكره فهو مصيبة " .

وأخرج البزار بسند ضعيف والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا انقطع شسع ( زمام النعل بين الأصبع الوسطى والتي تليها ) أحدكم فليسترجع فإنها من المصائب " .

وأخرج البزار بسند ضعيف عن شداد بن أوس مرفوعا . مثله .

وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن شهر بن حوشب رفعه قال " من انقطع شسعه فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون ، فإنها مصيبة " .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن عوف بن عبد الله قال : من انقطع شسعه فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون ، فإنها مصيبة .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن عوف بن عبد الله قال : كان ابن مسعود يمشي فانقطع شسعه فاسترجع فقيل : يسترجع على مثل هذا ؟ قال : مصيبة .

وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وهناد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن عمر بن الخطاب . أنه انقطع شسعه فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون . فقيل له : مالك ؟ ! فقال : انقطع شسعي فسائني ، وما ساءك فهو لك مصيبة .

وأخرج ابن أبي الدنيا في الأمل والديلمي عن أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا اتخذ قبالا من حديد فقال : أما أنت أطلت الأمل ، إن أحدكم إذا انقطع شسعه فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون كان عليه من ربه الصلاة والهدى والرحمة ، وذلك خير له من الدنيا " .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في العزاء عن عكرمة قال " طفئ سراج النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون . فقيل : يا رسول الله أمصيبة هي ؟ قال : نعم ، وكل ما يؤذي المؤمن فهو مصيبة له وأجر " .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبد العزيز بن أبي رواد قال " بلغني أن المصباح طفئ فاسترجع النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل ما ساءك مصيبة " .

وأخرج الطبراني وسمويه في فوائده عن أبي أمامة قال " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانقطع شسع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون . فقال له رجل : هذا الشسع ؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها مصيبة " .

وأخرج ابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي إدريس الخولاني قال " بينا النبي صلى الله عليه وسلم يمشي هو وأصحابه إذ انقطع شسعه فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون . قال : ومصيبة هي ؟ ! قال : نعم ، كل شيء ساء المؤمن فهو مصيبة " .

وأخرج الديلمي عن عائشة قالت " أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد لدغته شوكة في إبهامه ، فجعل يسترجع منها ويمسحها ، فلما سمعت استرجاعه دنوت منه فنظرت ! ، فإذا أثر حقير فضحكت ! ، فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي أكل هذا الاسترجاع من أجل هذه الشوكة ؟ ! فتبسم ثم ضرب على منكبي فقال : يا عائشة إن الله عز وجل إذا أراد أن يجعل الصغير كبيرا جعله ، وإذا أراد أن يجعل الكبير صغيرا جعله " .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : إذا فاتتك صلاة في جماعة فاسترجع ، فإنها مصيبة .

وأخرج عبد بن حميد عن سواد بن داود . أن سعيد بن المسيب جاء وقد فاتته الصلاة في الجماعة ، فاسترجع حتى سمع صوته خارجا من المسجد .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الصبر عند الصدمة الأولى ، والعبرة لا يملكها ابن آدم صبابة المرء إلى أخيه " .

وأخرج ابن سعد عن خيثمة قال : لما جاء عبد الله بن مسعود نعي أخيه عتبة دمعت عيناه فقال : إن هذه رحمة جعلها الله لا يملكها ابن آدم .

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة تبكي على صبي لها فقال لها : اتقي الله واصبري . فقالت : وما تبالي أنت مصيبتي ؟ فلما ذهب قيل لها : إنه رسول الله ، فأخذها مثل الموت ، فأتت بابه فلم تجد عليه بوابين فقالت : لم أعرفك يا رسول الله ! فقال : إنما الصبر عند أول صدمة " .

وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيما مسلمين مضى لهما ثلاثة من أولادهما لم يبلغوا حنثا كانوا لهما حصنا حصينا من النار . قال : أبو ذر مضى لي اثنان . قال : واثنان . قال أبو المنذر سيد القراء : مضى لي واحد يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وواحد وذلك في الصدمة الأولى " .

وأخرج عبد بن حميد عن كريب بن حسان قال : توفي رجل منا فوجد به أبوه أشد الوجد ، فقال له رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له حوشب : ألا أحدثكم بمثلها شهدتها من النبي صلى الله عليه وسلم ، كان رجل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له توفي ، فوجد به أبوه أشد الوجد . قال النبي صلى الله عليه وسلم " ما فعل فلان ؟ قالوا : يا رسول الله توفي ابنه الذي كان يختلف معه إليك . فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا فلان أيسرك إن ابنك عندك كأجرى الغلمان جريا ، يا فلان أيسرك أن ابنك عندك كأنشط الغلمان نشاطا ، يا فلان أيسرك أن ابنك عندك كأجود الكهول كهلا ، أو يقال لك أدخل الجنة ثواب ما أخذ معك " .

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن معاوية بن قرة عن أبيه قال " كان رجل يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه بني له فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم : أتحبه ؟ قال : يا رسول الله أحبك الله كما أحبه . ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما فعل ابن فلان ؟ قالوا : مات . قال : فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أما تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة تستفتحه إلا جاء يسعى حتى يفتحه لك ؟ قالوا : يا رسول الله أله وحده أم لكلنا ؟ قال : بل لكلكم " .

وأخرج البخاري عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ، ثم احتسبه إلا الجنة " .

وأخرج مالك في الموطأ والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما يزال المؤمن يصاب في ولده وحاجته حتى يلقى الله وليست له خطيئة " .

وأخرج أحمد والطبراني عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله وجبت له الجنة " .

وأخرج البزار والحاكم وصححه عن بريدة قال " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فبلغه أن امرأة من الأنصار مات ابن لها فجزعت عليه ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه ، فلما دخل عليها قال : أما أنه قد بلغني أنك جزعت ؟ فقالت : ما لي لا أجزع وأنا رقوب لا يعيش لي ولد ؟ ! فقال : إنما الرقوب التي يعيش ولدها ، إنه لا يموت لامرأة مسلمة ثلاثة من الولد فتحتسبهم إلا وجبت لها الجنة . فقال عمر : واثنين ؟ قال : واثنين " .

وأخرج مالك في الموطأ عن أبي نصر السلمي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يموت لأحد من المسلمسن ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلا كانوا له جنة من النار . فقالت امرأة : أو اثنان . . . ؟ قال : أو اثنان " .

وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان عن جابر " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة . فقالت امرأة : واثنين . . . ؟ قال : واثنين " .

وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم . فقالوا : يا رسول الله أو اثنان . . . ؟ قال : أو اثنان . قالوا : أو واحد . . . ؟ قال : أو واحد . ثم قال : والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته " .

وأخرج الطبراني عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من دفن ثلاثة فصبر عليهم واحتسب وجبت له الجنة . فقالت أم أيمن : واثنين . . . ؟ قال : واثنين . قالت : أو واحد . . . ؟ فسكت ثم قال : وواحد " .

وأخرج أحمد وابن قانع في معجم الصحابة وابن منده في المعرفة عن حوشب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من مات له ولد فصبر واحتسب قيل له : ادخل الجنة بفضل ما أخذنا منك " .

وأخرج النسائي وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي سلمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، والولد الصالح يتوفى للمرء فيحتسبه " .

وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء والبيهقي عن أنس قال " توفي ابن عثمان بن مظعون فاشتد حزنه عليه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إن للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة أبواب ، أفما يسرك أن لا تأتي بابا منها إلا وجدت ابنك إلى جنبك ، آخذا بحجزتك يشفع لك عند ربك ؟ قال : بلى . قال المسلمون : يا رسول الله ولنا في إفراطنا ما لعثمان ؟ قال : نعم ، لمن صبر منكم واحتسب " .

وأخرج النسائي عن ابن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيه من أهل الأرض فصبر واحتسب بثواب دون الجنة " .

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي سعيد الخدري " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قسم الله العقل على ثلاثة أجزاء ، فمن كن فيه فهو العاقل ومن لم يكن فيه فلا عقل له . حسن المعرفة بالله ، وحسن الطاعة لله ، وحسن الصبر لله " .