الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} (21)

أخرج البزار والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال : ما كان ( يا أيها الذين آمنوا ) أنزل بالمدينة ، وما كان { يا أيها الناس } فبمكة .

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال : قرأنا المفصل ونحن بمكة حجيجا ، ليس فيها ( يا أيها الذين آمنوا ) .

وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن الضريس وابن المنذر وأبو الشيخ بن حبان في التفسير عن علقمة قال : كل شيء في القرآن { يا أيها الناس } فهو مكي ، وكل شيء في القرآن ( يا أيها الذين آمنوا ) فهو مدني .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه وعبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك ، مثله .

وأخرج أبو عبيد عن ميمون بن مهران قال : ما كان في القرآن { يا أيها الناس ، ويا بني آدم } فإنه مكي وما كان ( يا أيها الذين آمنوا ) فإنه مدني .

وأخرج ابن أبي شيبه وابن مردويه عن عروة قال : ما كان ( يا أيها الناس ) بمكة ، وما كان ( يا أيها الذين آمنوا ) بالمدينة .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن عروة قال : ما كان من حج ، أو فريضة ، فإنه نزل بالمدينة ، أو حد ، أو جهاد ، فإنه نزل بالمدينة . وما كان من ذكر الأمم ، والقرون ، وضرب الأمثال ، فإنه نزل بمكة .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة قال : كل سورة فيها ( يا أيها الذين آمنوا ) فهي مدنية .

وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس فيقوله { يا أيها الناس } فهي للفريقين جميعا من الكفار والمؤمنين { اعبدوا } قال : وحدوا .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { الذي خلقكم والذين من قبلكم } يقول : خلقكم ، وخلق الذين من قبلكم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك قوله { لعلكم } يعني كي غير آية في الشعراء ( لعلكم تخلدون ) ( الشعراء 129 ) يعني كأنكم تخلدون .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عون بن عبد الله بن غنية قال { لعل } من الله واجب .

وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { لعلكم تتقون } قال : تطيعون .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله { لعلكم تتقون } قال : تتقون النار .