التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} (21)

قوله : ( يا ( أداة نداء ، ( أي ( منادى مفرد مبني على الضم ، وها ، للتنبيه ، ( الناس ( نعت للمنادى ، وقوله : ( اعبدوا ( من العبادة وهي الخضوع والتذلل ، والرب ، معناه المالك ، وهو سبحانه مالك الأولين والآخرين فلا يند من ملكوته وسلطانه في هذا الوجود شيء .

والله جلت قدرته يدعو الناس كافة سواء فيهم المؤمنون والكافرون أن يعبدوا الله وحده من غير شريك ، وأن يخلصوا له في القول والعمل فهو سبحانه مالكهم ومحيط بهم ، وهو كذلك خالقهم الرحيم بهم والقريب منهم ، فهو جدير بالامتثال لأمره والخضوع لجلاله ، إنه سبحانه جدير أن يعبد الناس لجنابه ، فهو الذي خلقهم وخلق الذين من قبلهم من شعوب وأمم كثيرة مبثوثة في كل مناحي الأرض على مر الزمن . فإن في عبادة الناس لله وحده وفي انقيادهم لدينه وشرعه ما يجعل لهم الرجاء بأن يكونوا من المتقين ، وذلك من الوقاية أو التقية وهي ما يكون ستارا يدرأ المرء العذاب ، والمؤمن العابد التقي يدفع عن نفسه العذاب المحدق باتخاذه وقاية من الطاعات واجتناب المعاصي والموبقات .