قوله : ( يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ) الآية( {[1105]} ) [ 20 ] .
قال ابن مسعود : " كل شيء في القرآن ، ( يَأَيُّهَا النَّاسُ ) فهو مكي ، وكل شيء في القرآن : ( يَأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا ) فهو مدني( {[1106]} ) " . وقاله عروة بن( {[1107]} ) الزبير( {[1108]} ) والضحاك( {[1109]} ) .
قال أبو محمد : وهذا( {[1110]} ) القول إنما هو على الأكثر وليس بعام ، لأن البقرة والنساء مدنيتان وفيهما ( يَأَيُّهَا النَّاسُ ) . وفي كثير من السور المكية ( يَأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا ) [ البقرة : 103 ] ومعنى الآية يا أيها الناس( {[1111]} ) ، أخلصوا العبادة لربكم الذي( {[1112]} ) خلقكم ، وخلق الذين كانوا من قبلكم( {[1113]} ) ، وإنما خاطب الله الكفار بهذا لأنهم كانوا مقرين بأن الله خالقهم ، دليل ذلك( {[1114]} ) قوله : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ )( {[1115]} ) . فقيل لهم : إذا كنتم مقرين بأن الله خالقكم فاعبدوه ، ولا تجعلوا له شركاء ، ومعنى الخلق الاختراع( {[1116]} ) .
وقيل : هو التقدير ، تقول : " خلقت الأديم " إذا دبرته وقدرته( {[1117]} ) .
/والخلق الذي هو الاختراع والابتداع على أربعة أوجه :
- الأول : خلق ما لم يكن كخلق( {[1118]} ) الله العالم من غير شيء( {[1119]} ) .
- والثاني : قلب عين إلى عين ، كقلب الله النطفة علقة والعلقة مضغة ، والمضغة عظاماً/ فالثاني غير الأول( {[1120]} ) .
- والخلق( {[1121]} ) الثالث : تغيير العين وهي موجودة كرد الله الصغير كبيراً ، والأبيض أصفر( {[1122]} ) ، فالعين قائمة والصفة تغيرت .
- والرابع : تغير الحال والعين كما هو : نحو كون القائم قاعداً ، والعاجز قادراً( {[1123]} ) ، فلم تتغير العين ولا الصفة ، إنما تغير الحال .
قوله( {[1124]} ) : ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )[ 20 ] .
وقيل : معناه لعلكم تتقون " الذي جعل " . فالذي " في موضع نصب ب( تَتَّقُونَ ) . و " لعل " مردودة إلى المخاطبين . والمعنى اعبدوه واتقوه على رجائكم وطعمكم .
وحكى الزجاج : أن( {[1125]} ) " لعل " بمعنى " كي " في هذا الموضع ، وهو بعيد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.