التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} (21)

قوله تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم )

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما عن ابن إسحاق بسنده الحسن إلى ابن عباس قال : قال الله ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم ) للفريقين جميعا من الكفار والمنافقين ، أي وحدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم .

قال الإمام أحمد : ثنا عفان ثنا أبو خاف موسى بن خلف كان يعد من البدلاء قال : ثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده ممطورا عن الحارث الأشعري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله عز وجل امر يحيى بن زكريا بخمس كلمات ان يعمل بهن وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن وان تأمر بني إسرائيل ان يعملوا بهن فإما ان تبلغهن وإما أبلغهن فقال له : يا أخي إني أخشى إن سبقتني أن أعذب او يخسف بي قال : فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد وقعد على الشرف فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الله عز وجل أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وأمركم ان تعملوا بهن أولهن ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فإن مثل ذلك مثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بورق أو ذهب فجعل يعمل ويؤدي عمله إلى غير سيده فأيكم يسره ان يكون عبده كذلك وإن الله عز وجل خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأمركم بالصلاة فإن الله عز وجل ينصب وجهه لوجه عبده ما لم يلتفت فإذا صليتم فلا تلتفتوا وأمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك في عصابة كلهم يجد ريح المسك وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وأمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فشدوا يديه إلى عنقه وقربوه ليضربوه عنفه فقال هل لكم أن أفتدي نفسي منكم فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل والكثير حتى فك نفسه وأمركم بذكر الله كثيرا وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه وإن العبد ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل .

( المسند4/202 ) . وقال ابن كثير بعد ان ساق الحديث : هذا حديث حسن والشاهد منه في هذه الآية قوله ( وإن الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا . وهذه الآية دالة على توحيده تعالى بالعبادة وحده لا شريك له . اه . ( التفسير 1/111 ، 110 ) .

قوله تعالى ( والذي خلقكم والذين من قبلكم )

بيم الله سبحانه وتعالى أطوار خلق الإنسان في سورة المؤمنون( الآيات 12-14 ) فقال ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) .

قوله تعالى ( لعلكم تتقون )

أخرج ابن أبي حاتم عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد( لعلكم تتقون ) لعلكم تطيعونه .

ورجاله ثقات وسفيان هو الثوري وأبو داود الحفري اسمه : عمر بن سعد بن عبيد الكوفي ، وإسناده صحيح . وأخرجه الطبري من طريق ابن وكيع عن أبيه عن سفيان به .