سورة   الفاتحة
 
الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وآياتها سبع

مقدمة سورة الفاتحة

أخرج عبد بن حميد في تفسيره عن إبراهيم قال : سألت الأسود عن فاتحة الكتاب أمن القرآن هي ؟ قال : نعم .

وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة وابن الأنباري في المصاحف عن محمد بن سيرين أن أبي بن كعب كان يكتب فاتحة الكتاب ، والمعوذتين ، واللهم إياك نعبد ، واللهم إياك نستعين ، ولم يكتب ابن مسعود شيئا منهن . وكتب عثمان بن عفان فاتحة الكتاب ، والمعوذتين .

وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال : كان عبد الله لا يكتب فاتحة الكتاب في المصحف وقال : لو كتبتها ، لكتبت في أول كل شيء .

وأخرج الواحدي في أسباب النزول والثعلبي في تفسيره عن علي رضي الله عنه قال : نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش .

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة والواحدي والثعلبي عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة " إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء ، فقد والله خشيت أن يكون هذا أمرا ! فقالت : معاذ الله . ! ما كان الله ليفعل بك . فوالله إنك لتؤدي الأمانة ، وتصل الرحم ، وتصدق الحديث . فلما دخل أبو بكر وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكرت خديجة حديثه لها وقالت : اذهب مع محمد إلى ورقة ، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ أبو بكر بيده فقال : انطلق بنا إلى ورقة فقال : ومن أخبرك ؟ قال : خديجة . فانطلقا إليه فقصا عليه فقال : إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي : يا محمد يا محمد . فأنطلق هاربا في الأرض . فقال : لا تفعل إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتني فأخبرني ، فلما خلا ناداه يا محمد قل { بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين } حتى بلغ { ولا الضالين } قال : قل لا إله إلا الله . فأتى ورقة ، فذكر ذلك له . فقال له ورقة : أبشر ثم أبشر فإني أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم ، وأنك على مثل ناموس موسى ، وأنك نبي مرسل " .

وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق ابن اسحق حدثني اسحق بن يسار عن رجل من بني سلمة قال : لما أسلم فتيان بني سلمة ، وأسلم ولد عمرو بن الجموح ، قالت امرأة عمرو له : هل لك أن تسمع من ابنك ما روي عنه ؟ فقال : أخبرني ما سمعت من كلام هذا الرجل . فقرأ عليه { الحمد لله رب العالمين } إلى قوله { الصراط المستقيم } فقال : ما أحسن هذا وأجمله ! وكل كلامه مثل هذا ؟ فقال : يا أبتاه وأحسن من هذا ، وذلك قبل الهجرة .

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأبو سعيد بن الأعرابي في معجمه والطبراني في الأوسط من طريق مجاهد عن أبي هريرة . أن إبليس رن حين أنزلت فاتحة الكتاب . وأنزلت بالمدينة .

وأخرج وكيع والفريابي في تفسيرهما وأبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر في تفسيره وأبو بكر بن الأنباري في كتاب المصاحف وأبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم في الحلية من طرق عن مجاهد قال : نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة .

وأخرج وكيع في تفسيره عن مجاهد قال : نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة .

وأخرج أبو بكر بن الأنباري في المصاحف عن قتادة قال : نزلت فاتحة الكتاب بمكة .

وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن عن أيوب أن محمد بن سيرين كان يقول : يكره أن يقول : أم القرآن . ويقول : قال الله ( وعنده أم الكتاب ) [ الرعد : 39 ] ولكن { فاتحة الكتاب } .

وأخرج الدارقطني وصححه والبيهقي في السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا قرأتم { الحمد } فاقرأوا { بسم الله الرحمن الرحيم } إنها أم القرآن ، وأم الكتاب ، والسبع المثاني { وبسم الله الرحمن الرحيم } إحدى آياتها "

وأخرج البخاري والدارمي في مسنده وأبو داود والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن أبي مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { الحمد لله رب العالمين } أم القرآن ، وأم الكتاب ، والسبع المثاني "

وأخرج أحمد في مسنده وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأم القرآن : " هي أم القرآن ، وهي فاتحة الكتاب ، وهي السبع المثاني ، وهي القرآن العظيم "

وأخرج الثعلبي عن عبد الجبار بن العلاء قال : كان سفيان بن عيينة يسمي فاتحة الكتاب : الوافية .

وأخرج الثعلبي عن عفيف بن سالم قال : سألت عبد الله بن يحيى بن أبي كثير عن قراءة الفاتحة خلف الإمام فقال : عن الكافية تسأل ؟ قلت : وما الكافية ؟ قال { الفاتحة } أما علمت أنها تكفي عن سواها ولا يكفي سواها عنها .

وأخرج الثعلبي عن الشعبي أن رجلا شكا إليه وجع الخاصرة فقال : عليك بأساس القرآن قال : وما أساس القرآن ؟ قال : فاتحة الكتاب .

وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن بسند صحيح عن عبد خير قال : سئل علي رضي الله عنه عن السبع المثاني فقال { الحمد لله رب العالمين } فقيل له : إنما هي ست آيات ! فقال { بسم الله الرحمن الرحيم } آية .

وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه في تفسيره والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { الحمد لله رب العالمين } سبع آيات { بسم الله الرحمن الرحيم } إحداهن ، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم ، وهي أم القرآن ، وهي فاتحة الكتاب " .

وأخرج الدارقطني والبيهقي عن أبي هريرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ - وهو يؤم الناس - افتتح { بسم الله الرحمن الرحيم } قال أبو هريرة : آية من كتاب الله ، اقرؤا إن شئتم فاتحة الكتاب ، فإنها الآية المسابعة " .

وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أم سلمة قالت : " قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين ، اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } وقال : هي سبع يا أم سلمة "

وأخرج أحمد والبخاري والدارمي وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن حبان وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد بن المعلى قال : كنت أصلي فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجبه فقال " ألم يقل الله ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم ) ( الأنفال الآية 24 ) ثم قال : لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ، فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت : يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك سورة في القرآن قال { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " .

وأخرج أبو عبيد وأحمد والدارمي والترمذي وصححه النسائي وابن خزيمة وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو ذر الهروي في فضائل القرآن والبيهقي في سننه عن أبي هريرة " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أبي بن كعب فقال : يا أبي - وهو يصلي - فالتفت أبي فلم يجبه . فصلى أبي فخفف ، ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منعك أن تجيبني إذ دعوتك ؟ فقال : يا رسول الله إني كنت في الصلاة قال : أفلم تجد فيما أوحى الله إلي أن ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) ( الأنفال الآية 24 )

قال : بلى . ولا أعود إن شاء قال : أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ، ولا في الإنجيل ، ولا في الزبور ، ولا في الفرقان مثلها ؟ قال : نعم يا رسول الله : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف تقرأ في الصلاة ؟ فقرأ بأم الكتاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ، ولا في الإنجيل ، ولا في الزبور ، ولا في الفرقان ، مثلها ، وإنها السبع من المثاني . أو قال : السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته " .

وأخرج الدارمي والترمذي وحسنه والنسائي وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند وابن الضريس في فضائل القرآن وابن جرير وابن خزيمة والحاكم وصححه من طريق العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أنزل الله في التوراة ، ولا في الإنجيل ، ولا في الزبور ، ولا في الفرقان ، مثل أم القرآن . وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت ، وهي مقسومة بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل " .

وأخرج مسلم والنسائي وابن حبان والطبراني والحاكم عن ابن عباس قال " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وعنده جبريل إذ سمع نقيضا من السماء من فوق ، فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال : يا محمد هذا ملك قد نزل لم ينزل إلى الأرض قط ، قال : فأتى النبي فسلم عليه فقال : أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي من قبلك . فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ حرفا منهما إلا أوتيته " .

وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن أبي زيد وكانت له صحبة قال " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة ، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن . فقام النبي فاستمع حتى ختمها ثم قال : ما في الأرض مثلها " .

وأخرج أبو عبيدة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ثلاثين راكبا ، فنزلنا بقوم من العرب ، فسألناهم أن يضيفونا فأبوا ، فلدغ سيدهم فأتونا فقالوا : فيكم أحد يرقي من العقرب ؟ فقلت : نعم أنا . ولكن لا أفعل حتى تعطونا شيئا قالوا : فإنا نعطيكم ثلاثين شاة فقال : فقرأت عليها { الحمد } سبع مرات فبرأ ، فلما قبضنا الغنم عرض في أنفسنا منها ، فكففنا حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له قال " أما علمت أنها رقية ! اقتسموها واضربوا لي معكم بسهم " .

وأخرج أحمد والبخاري والبيهقي في سننه عن ابن عباس . أن نفرا من أصحاب رسول الله مروا بماء فيه لديغ أو سليم ، فعرض لهم رجل من أهل الحي فقال : هل فيكم من راق ؟ إن في الماء رجلا لديغا أو سليما . فانطلق رجل منهم فقرأ { بفاتحة الكتاب } على شاء فبرأ ، فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك وقالوا : أخذت على كتاب الله أجرا ! حتى قدموا المدينة فقالوا : يا رسول الله أخذ على كتاب الله أجرا ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أحق ما أخذتم عليه أجرا . كتاب الله " .

وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان بسند جيد عن عبد الله بن جابر أن رسول الله قال له " ألا أخبرك بأخير سورة نزلت في القرآن ؟ قلت : بلى يا رسول الله قال : فاتحة الكتاب . وأحسبه قال : فيها شفاء من كل داء " .

وأخرج الطبراني في الأوسط والدارقطني في الأفراد وابن عساكر بسند ضعيف عن السائب بن يزيد قال : عوذني رسول الله صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب تفلا .

وأخرج سعيد بن منصور في سننه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " فاتحة الكتاب شفاء من السم " .

وأخرج أبو الشيخ بن حبان في كتاب الثواب من وجه آخر عن أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعا . مثله .

وأخرج الدارمي والبيهقي في شعب الإيمان بسند رجاله ثقات عن عبد الملك بن عمير قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب شفاء من كل داء " .

وأخرج الثعلبي من طريق معاوية بن صالح عن أبي سلمان قال : مر أصحاب رسول الله في بعض غزوهم على رجل قد صرع ، فقرأ بعضهم في أذنه بأم القرآن فبرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هي أم القرآن ، وهي شفاء من كل داء " .

وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن السني في عمل اليوم والليلة والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه . أنه أتى رسول الله ثم أقبل راجعا من عنده . فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد فقال أهله : أعندك ما تداوي به هذا فإن صاحبكم قد جاء بخير ؟ قال : فقرأت عليه { فاتحة الكتاب } ثلاثة أيام ، في كل يوم مرتين غدوة وعشية أجمع بزاقي ثم أتفل ، فبرأ فأعطوني مائة شاة . فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال " كل فمن أكل برقية باطل فقد أكلت برقية حق " .

وأخرج البزار في مسنده بسند ضعيف عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت ( فاتحة الكتاب ، وقل هو الله أحد ) فقد أمنت من كل شيء إلا الموت " .

وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ ( أم القرآن ) و ( قل هو الله أحد ) ( الإخلاص الآية 1 ) فكأنما قرأ ثلث القرآن " .

وأخرج عبد بن حميد في مسنده والفرياني في تفسيره عن ابن عباس قال : " فاتحة الكتاب ثلث القرآن .

وأخرج عبد بن حميد في مسنده بسند ضعيف عن ابن عباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم " فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن " .

وأخرج الحاكم وصححه وأبو ذر الهروي في فضائله والبيهقي في الشعب عن أنس قال " كان صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل فمشى رجل من أصحابه إلى جنبه ، فاتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ألا أخبرك بأفضل القرآن ؟ فتلا عليه { الحمد لله رب العالمين } } " .

وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن والبيهقي في الشعب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله أعطاني فيما من به علي ، أني أعطيتك فاتحة الكتاب وهي من كنوز عرشي ، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين " .

وأخرج اسحق بن راهويه في مسنده عن علي . أنه سئل عن فاتحة الكتاب فقال : حدثنا نبي الله صلى الله عليه وسلم " أنها أنزلت من كنز تحت العرش " .

وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه في تفسيره وأبو ذر الهروي في فضائله والبيهقي في الشعب عن معقل بن يسار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول ، وأعطيت فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش ، والمفصل نافلة " .

وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن عمران بن حصين . فاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، لا يقرأهما عبد في دار فتصيبهم في ذلك اليوم عين إنس أو جن .

وأخرج أبو الشيخ في الثواب والطبراني وابن مردويه والديلمي والضياء المقدسي في المختارة عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أربع أنزلن من كنز تحت العرش لم ينزل منه شيء غيرهن : أم الكتاب ، وآية الكرسي ، وخواتم سورة البقرة ، والكوثر " .

وأخرج ابن الضريس عن أبي أمامة موقوفا . مثله .

وأخرج أبو نعيم والديلمي عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فاتحة الكتاب تجزئ ما لا يجزئ شيء من القرآن . ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان ، وجعل القرآن في الكفة الأخرى لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات " .

وأخرج أبو عبيد في فضائله عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة ، والإنجيل ، و الزبور ، و الفرقان " .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن قال : أنزل الله مائة وأربعة كتب ، أودع علومها أربعة منها . التوراة ، والإنجيل ، والزبور ، والفرقان ، ثم أودع علوم التوارة ، والإنجيل ، والزبور ، والفرقان ، ثم أودع علوم القرآن المفصل ، ثم أودع المفصل فاتحة الكتاب . فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة .

وأخرج وكيع في تفسيره وابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال : رن إبليس أربعا . حين نزلت فاتحة الكتاب ، وحين لعن ، وحين هبط إلى الأرض ، وحين بعث محمد صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن الضريس عن مجاهد قال : لما نزلت { الحمد لله رب العالمين } شق على إبليس مشقة شديدة ، ورن رنة شديدة ، ونخر نخرة شديدة . قال مجاهد : فمن أن أو نخر فهو ملعون .

وأخرج ابن الضريس عن عبد العزيز بن ربيع قال : لما نزلت فاتحة الكتاب ، رن إبليس كرنته يوم لعن .

وأخرج أبو عبيد عن مكحول قال : أم القرآن قراءة ، ومسألة ، ودعاء .

وأخرج أبو الشيخ في الثواب عن عطاء قال : إذا أردت حاجة فاقرأ بفاتحة الكتاب حتى تختمها ، تقضى إن شاء الله .

وأخرج ابن قانع في معجم الصحابة عن رجاء الغنوي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أن يحمده خلقه ، وبما مدح الله به نفسه . قلنا : وما ذاك يا نبي الله ؟ قال ( الحمد لله ) و ( قل هو الله أحد ) ( الإخلاص الآية 1 ) فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله " .

وأخرج أبو عبيد عن أبي المنهال سيار بن سلامة أن عمر بن الخطاب سقط عليه رجل من المهاجرين ، وعمر يتهجد من الليل يقرأ بفاتحة الكتاب لا يزيد عليها ، ويكبر ، ويسبح ، ثم يركع ويسجد . فلما أصبح الرجل ذكر ذلك لعمر فقال عمر : لأمك الويل . . ! أليست تلك صلاة الملائكة ؟

قلت : فيه أن الملائكة أذن لهم في قراءة الفاتحة فقط ، فقد ذكر ابن الصلاح أن قراءة القرآن خصيصة أوتيها البشر دون الملائكة ، وإنهم حريصون على سماعه من الإنس .

وأخرج ابن الضريس عن أبي قلابة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من شهد فاتحة الكتاب حين يستفتح كان كمن شهد فتحا في سبيل الله ، ومن شهد حتى تختم كمن شهد الغنائم حتى تقسم " .

وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق عن شداد بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أخذ أحدكم مضجعه ليرقد ، فليقرأ بأم القرآن وسورة . فإن الله يوكل به ملكا يهب معه إذا هب " .

وأخرج الشافعي في الأم وابن أبي شيبة في المصنف وأحمد في مسنده والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي في السنن عن عبادة بن الصامت . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " .

وأخرج الدارقطني والحاكم عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أم القرآن عوض عن غيرها ، وليس غيرها عوضا عنها " .

وأخرج أحمد والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال : أمرني رسول الله قال " كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداع " .

وأخرج مالك في الموطأ وسفيان بن عيينة في تفسيره وأبو عبيد في فضائله وابن أبي شيبة وأحمد في مسنده والبخاري في جزء القراءة ومسلم في صحيحه وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف وابن حبان والدارقطني والبيهقي في السنن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداع ، فهي خداع ، فهي خداع ثلاث مرات . غير تام . قال أبو السائب : فقلت يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام . . . فغمز ذراعي وقال : اقرأ بها يا فارسي في نفسك ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله عز وجل " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ، ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأوا . . . يقول العبد { الحمد لله رب العالمين } فيقول الله : حمدني عبدي . ويقول العبد { الرحمن الرحيم } فيقول الله : أثنى علي عبدي . ويقول العبد { مالك يوم الدين } فيقول الله مجدني عبدي ، ويقول العبد { إياك نعبد وإياك نستعين } فيقول الله : هذا بيني وبين عبدي ، أولها لي وآخرها لعبدي وله ما سأل . ويقول العبد { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فيقول الله : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " .

وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن بسند ضعيف عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يقول الله تعالى : قسمت هذه الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد { بسم الله الرحمن الرحيم } يقول الله : ذكرني عبدي . فإذا قال { الحمد لله رب العالمين } يقول الله : حمدني عبدي . فإذا قال { الرحمن الرحيم } يقول الله : أثنى علي عبدي . فإذا قال { مالك يوم الدين } يقول الله : مجدني عبدي . فإذا قال { إياك نعبد وإياك نستعين } قال : هذه الآية بيني وبين عبدي نصفين ، وآخر السورة لعبدي ولعبدي ماٍ سأل " .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيرهما عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال الله : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، وله ما سأل . فإذا قال العبد { الحمد لله رب العالمين } قال : حمدني عبدي . وإذا قال { الرحمن الرحيم } قال : أثنى علي عبدي . ثم قال : هذا لي وله ما بقي " .

وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي بن كعب قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب ثم قال " قال ربكم : ابن آدم أنزلت عليك سبع آيات . ثلاث لي ، وثلاث لك ، وواحدة بيني وبينك . فأما التي لي { الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين } والتي بيني وبينك { إياك نعبد وإياك نستعين } منك العبادة وعلي العون لك . وأما التي لك { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } " .

أخرج أبو عبيد وابن سعد في الطبقات وابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن خزيمة وابن الأنباري في المصاحف والدارقطني والحاكم وصححه والبيهقي والخطيب وابن عبد البر كلاهما في كتاب المسألة عن أم سلمة " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، ملك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين ، اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } قطعها آية آية ، وعددها عد الإعراب ، وعد بسم الله الرحمن الرحيم ولم يعد عليهم " .

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والدارقطني والبيهقي في سننه بسند ضعيف عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية أو سورة لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري . قال : فمشى وتبعته حتى انتهى إلى باب المسجد ، فأخرج إحدى رجليه من أسكفة المسجد ، وبقيت الأخرى في المسجد . فقلت بيني وبين نفسي : نسي ذلك . . فأقبل علي بوجهه فقال : بأي شيء تفتتح القرآن إذا افتتحت الصلاة ؟ قلت { بسم الله الرحمن الرحيم } قال : هي هي . . . ثم خرج " .

وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال { بسم الله الرحمن الرحيم } آية .

وأخرج سعيد بن منصور في سننه وابن خزيمة في كتاب البسملة والبيهقي عن ابن عباس قال : استرق الشيطان من الناس .

وأخرج أبو عبيد وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال : أغفل الناس آية من كتاب الله لم تنزل على أحد سوى النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أن يكون سليمان بن داود عليهما السلام { بسم الله الرحمن الرحيم } .

وأخرج الدارقطني بسند ضعيف عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " كان جبريل إذا جاءني بالوحي أول ما يلقي علي { بسم الله الرحمن الرحيم } " .

وأخرج الواحدي عن ابن عمر قال : نزلت { بسم الله الرحمن الرحيم } في كل سورة .

وأخرج أبو داود والبزار والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في المعرفة عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة - وفي لفظ خاتمة السورة - حتى ينزل عليه { بسم الله الرحمن الرحيم } زاد البزار ، والطبراني ، فإذا نزلت عرف أن السورة قد ختمت ، واستقبلت ، أو ابتدئت سورة أخرى .

وأخرج الحاكم وصححه البيهقي في سننه عن ابن عباس قال : كان المسلمون لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل { بسم الله الرحمن الرحيم } فإذا نزلت عرفوا أن السورة قد انقضت .

وأخرج أبو عبيد عن سعيد بن جبير أنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل { بسم الله الرحمن الرحيم } فإذا نزلت علموا أن قد انقضت سورة ونزلت أخرى .

واخرج الطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس . أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءه جبريل فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } علم أنها سورة .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان والواحدي عن ابن مسعود قال : كنا لا نعلم فصل ما بين السورتين حتى تنزل { بسم الله الرحمن الرحيم } .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر أنه كان يقرأ في الصلاة { بسم الله الرحمن الرحيم } فإذا ختم السورة قرأها يقول : ما كتبت في المصحف إلا لتقرأ .

وأخرج الدارقطني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " علمني جبريل الصلاة فقام فكبر لنا ، ثم قرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } فيما يجهر به في كل ركعة " .

وأخرج الثعلبي عن علي بن يزيد بن جدعان أن العبادلة كانوا يستفتحون القراءة ب { بسم الله الرحمن الرحيم } يجهرون بها . عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير .

وأخرج الثعلبي عن أبي هريرة قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ دخل رجل يصلي ، فافتتح الصلاة ، وتعوذ ثم قال { الحمد لله رب العالمين } فسمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال " يا رجل قطعت على نفسك الصلاة ، أما علمت أن { بسم الله الرحمن الرحيم } من الحمد . فمن تركها فقد ترك آية . ومن ترك آية فقد أفسد عليه صلاته " .

وأخرج الثعلبي عن علي أنه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } وكان يقول من ترك قراءتها فقد نقص وكان يقول هي تمام السبع المثاني .

وأخرج الثعلبي عن طلحة بن عبيد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ترك { بسم الله الرحمن الرحيم } فقد ترك آية من كتاب الله " .

وأخرج الشافعي في الأم والدارقطني والحاكم وصححه والبيهقي عن معاوبة أنه قدم المدينة فصلى بهم ولم يقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } ولم يكبر إذا خفض ، وإذا رفع . فناداه المهاجرون والأنصار حين سلم : يا معاوية أسرقت صلاتك ، أين { بسم الله الرحمن الرحيم } ؟ وأين التكبير ؟ فلما صلى بعد ذلك قرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } لأم القرآن وللسورة التي بعدها وكبر حين يهوي ساجدا .

وأخرج البيهقي عن الزهري قال : من سنة الصلاة أن تقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } وإن أول من أسر { بسم الله الرحمن الرحيم } عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة ، وكان رجلا حييا .

وأخرج أبو داود والترمذي والدارقطني والبيهقي عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته ب { بسم الله الرحمن الرحيم } .

وأخرج البزار والدارقطني والبيهقي في شعب الإيمان من طريق أبي الطفيل قال : سمعت علي بن أبي طالب ، وعمار يقولان : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهر في المكتوبات ب { بسم الله الرحمن الرحيم } في فاتحة الكتاب .

وأخرج الطبراني في الأوسط والدارقطني والبيهقي عن نافع . أن ابن عمر إذا افتتح الصلاة يقرأ ب { بسم الله الرحمن الرحيم } في أم القرآن وفي السورة التي تليها ، ويذكر أنه سمع ذلك من رسول الله .

وأخرج الدارقطني والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ب { بسم لله الرحمن الرحيم في الصلاة } " .

وأخرج الطبراني والدارقطني والبيهقي في شعب الإيمان من طريق أبي الطفيل والدارقطني والحاكم عن أنس قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ب { بسم الله الرحمن الرحيم } .

وأخرج الدارقطني والحاكم والبيهقي وصححه عن نعيم المجمر قال : كنت وراء أبي هريرة فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } ثم قرأ ( بأم القرآن ) حتى بلغ { ولا الضالين } قال : آمين . وقال الناس : آمين . ويقول كلما سجد : الله أكبر ، وإذا قام من الجلوس قال الله أكبر ، ويقول إذا سلم : والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأخرج الدارقطني عن علي بن أبي طالب قال : " كان النبي يجهر ب { بسم الله الرحمن الرحيم } في السورتين جميعا " .

وأخرج الدارقطني عن علي بن أبي طالب قال : قال النبي " كيف تقرأ إذا قمت إلى الصلاة ؟ قلت { الحمد لله رب العالمين } قال : قل { بسم الله الرحمن الرحيم } " .

وأخرج الدارقطني والبيهقي في شعب الإيمان عن جابر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " كيف تقرأ إذا قمت إلى الصلاة ؟ قلت : أقرأ { الحمد لله رب العالمين } قال : قل { بسم الله الرحمن الرحيم } " .

وأخرج الدارقطني عن ابن عمر قال : صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر ، وعمر فكانوا يجهرون ب { بسم الله الرحمن الرحيم } .

وأخرج الدارقطني عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أمني جبريل عليه السلام عند الكعبة ، فجهر ب { بسم الله الرحمن الرحيم } " .

وأخرج الدارقطني عن الحكم بن عمير وكان بدريا قال " صليت خلف النبي فجهر في الصلاة { بسم الله الرحم الرحيم } في صلاة الليل ، وصلاة الغداة ، وصلاة الجمعة " .

وأخرج الدارقطني عن عائشة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهر ب { بسم الله الرحمن الرحيم } " .

وأخرج أبو عبيد عن محمد بن كعب القرظي قال : فاتحة الكتاب سبع آيات ب { بسم الله الرحمن الرحيم } .

وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره والحاكم في المستدرك وصححه والبيهقي في شعب الإيمان وأبو ذر الهروي في فضائله والخطيب البغدادي في تاريخه عن ابن عباس . أن عثمان بن عفان سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن { بسم الله الرحمن الرحيم } فقال " هو اسم من أسماء الله تعالى ، ومابينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب " .

وأخرج ابن جرير وابن عدي في الكامل وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر في تاريخ دمشق والثعلبي بسند ضعيف جدا عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن عيسى بن مريم أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه فقال له المعلم : اكتب { بسم الله الرحمن الرحيم } قال له عيسى : وما باسم الله ؟ قال المعلم : لا أدري ! فقال له عيسى { الباء } بهاء الله { والسين } سناؤه { والميم } مملكته ، { والله } إله الآلهة { والرحمن } رحمان الدنيا والآخرة ، { والرحيم } رحيم الآخرة " .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق جويبر عن الضحاك . مثل قوله .

وأخرج ابن جريج وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال " أول ما نزل جبريل على محمد قال له جبريل { بسم الله } يا محمد . يقول : اقرأ بذكر الله : و{ الله } ذو الألوهية والمعبودية على خلقه أجمعين ، { والرحمن } الفعلان من الرحمة و{ الرحيم } الرفيق الرقيق بمن أحب أن يرحمه ، والبعيد الشديد على من أحب أن يضعف عليه العذاب " .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : اسم الله الأعظم . هو الله .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في تاريخه وابن الضريس في فضائله وابن أبي حاتم عن جابر بن يزيد قال : اسم الله الأعظم . هو الله ، ألا ترى أنه في جميع القرآن يبدأ به قبل كل اسم .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في الدعاء الشعبي قال : اسم الله الأعظم . يا الله .

وأخرج ابن جرير عن الحسن قال { الرحمن } اسم ممنوع .

وأخرج ابن أبي حاتم قال { الرحيم } اسم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال { الرحمن } لجميع الخلق و{ الرحيم } بالمؤمنين خاصة .

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال { الرحمن } وهو الرفيق { والرحيم } وهو العاطف على خلقه بالرزق . وهما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر .

وأخرج ابن جرير عن عطاء الخراساني قال : كان { الرحمن } فلما اختزل الرحمن من اسمه كان { الرحمن الرحيم } .

وأخرج البزار والحاكم والبيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن عائشة قالت : قال لي أبي : ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : وكان عيسى يعلمه للحواريين – لو كان عليك مثل أحد ذهبا لقضاه الله عنك قلت : بلى . قال : " قولي اللهم فارج الهم ، كاشف الغم - ولفظ البزار- وكاشف الكرب ، مجيب دعوة المضطرين ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها ، أنت ترحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك " .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن سابط قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء الكلمات ويعلمهن " اللهم فارج الهم ، وكاشف الكرب ، ومجيب المضطرين ، ورحمن الدنيا والآخرة ورحيمها ، أنت ترحمني فارحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك " .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن سابط قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء الكلمات ويعلمهن . اللهم فارج الهم ، وكاشف الكرب ، ومجيب المضطرين ، ورحمن الدنيا والآخرة ورحيمها ، ارحمني اليوم رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك " .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان من طريق ابن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله قد أنزل علي سورة لم ينزلها على أحد من الأنبياء والرسل قبلي . قال النبي صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : قسمت هذه السورة بيني وبين عبادي { فاتحة الكتاب } جعلت نصفها لي : ونصفها لهم ، وآية بيني وبينهم ، فإذا قال العبد { بسم الله الرحمن الرحيم } قال الله : عبدي دعاني باسمين رقيقين . أحدهما أرق من الآخر . فالرحيم أرق من الرحمن . وكلاهما رقيقان ، فإذا قال { الحمد لله } قال الله : شكرني عبدني وحمدني . فإذا قال { رب العالمين } قال الله شهد عبدي أني رب العالمين . رب الإنس والجن والملائكة والشياطين ورب الخلق ، ورب كل شيء ، فإذا قال { الرحمن الرحيم } يقول مجدني عبدي . وإذا قال { ملك يوم الدين } - يعني بيوم الدين : يوم الحساب - . قال الله تعالى : شهد عبدي أنه لا مالك ليومه أحد غيري . وإذا قال { ملك يوم الدين } فقد أثنى علي عبدي . { إياك نعبد } يعني الله أعبد وأوحد { وإياك نستعين } قال الله : هذا بيني وبين عبدي ، إياي يعبد فهذه لي ، وإياي يستعين فهذه له ، ولعبدي بعد ما سأل . بقية السورة { اهدنا } أرشدنا { الصراط المستقيم } يعني دين الإسلام ، لأن كل دين غير الإسلام فليس بمستقيم الذي ليس فيه التوحيد { صراط الذين أنعمت عليهم } يعني به النبيين والمؤمنين الذين أنعم الله عليهم بالإسلام والنبوة { غير المغضوب عليهم } يقول : أرشدنا غير دين هؤلاء الذين غضبت عليهم ، وهم اليهود { ولا الضالين } وهم النصارى ، أضلهم الله بعد الهدى ، فبمعصيتهم غضب الله عليهم ( وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا ) ( المائدة الآية 60 ) في الدنيا والآخرة . يعني شر منزلا من النار ( وأضل عن سواء السبيل ) ( المائدة الآية 60 ) من المؤمنين . يعني أضل عن قصد السبيل المهدى من المسلمين قال النبي صلى الله عليه وسلم : فإذا قال الإمام { ولا الضالين } فقولوا { آمين } يحبكم الله . قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لي " يا محمد هذه نجاتك ، ونجاة أمتك ، ومن اتبعك على دينك من النار " قال البيهقي : قوله : رقيقان . قيل هذا تصحيف وقع في الأصل ، وإنما هو رفيقان . والرفيق : من أسماء الله تعالى .

وأخرج ابن مردويه والثعلبي عن جابر بن عبد الله قال : لما نزلت { بسم الله الرحمن الرحيم } هرب الغيم إلى المشرق ، وسكنت الريح ، وهاج البحر ، وأصغت البهائم بآذانها ، ورجمت الشياطين من السماء ، وحلف الله بعزته وجلاله أن لا يسمى على شيء إلا بارك فيه .

وأخرج وكيع والثعلبي عن ابن مسعود قال : من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } ليجعل الله له بكل حرف منها جنة من كل واحد .

قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم . . . . . .

وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس مرفوعا " إن المعلم إذا قال للصبي قل { بسم الله الرحمن الرحيم } كتب للمعلم ، وللصبي ، ولأبويه ، براءة من النار " .

وأخرج ابن السني في عمل اليوم والليلة والديلمي عن علي مرفوعا " إذا وقعت في ورطة فقل { بسم الله الرحمن الرحيم } لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . فإن الله يصرف بها ما يشاء من أنواع البلاء " .

وأخرج الحافظ عن عبد القادر الرهاوي في الأربعين بسند صحيح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ب { بسم الله الرحمن الرحيم } أقطع " .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف وأبو نعيم في الحلية عن عطاء قال : إذا تناهقت الحمر من الليل فقولوا { بسم الله الرحمن الرحيم } أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن صفوان بن سليم قال : الجن يستمتعون بمتاع الإنس وثيابهم ، فمن أخذ منكم أو وضعه فليقل { بسم الله } فإن اسم الله طابع .

وأخرج أبو نعيم والديلمي عن عائشة قالت : لما نزلت { بسم الله الرحمن الرحيم } ضجت الجبال حتى سمع أهل مكة دويها فقالوا : سحر محمد الجبال ، فبعث الله دخانا حتى أظل على أهل مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } موقنا سبحت معه الجبال إلا أنه لا يسمع ذلك منها " .

وأخرج الديلمي عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } كتب له بكل حرف أربعة آلاف حسنة ، ومحي عنه أربعة آلاف سيئة ، ورفع له أربعة آلاف درجة " .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والدارقطني والحاكم والبيهقي في سننه عن أنس بن مالك أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كانت مدا ، ثم قرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } يمد { بسم الله } ويمد { الرحمن } ويمد { الرحيم } .

وأخرج الحافظ أبو بكر البغدادي في الجامع عن أبي جعفر محمد بن علي قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { بسم الله الرحمن الرحيم } مفتاح كل كتاب " .

وأخرج الخطيب في الجامع عن سعيد بن جبير قال : لا يصلح كتاب إلا أوله { بسم الله الرحمن الرحيم } وإن كان شعرا .

وأخرج الخطيب عن الزهري قال : قضت السنة أن لا يكتب في الشعر { بسم الله الرحمن الرحيم } .

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو بكر بن أبي داود والخطيب في الجامع عن الشعبي قال : كانوا يكرهون أن يكتبوا أمام الشعر { بسم الله الرحم الرحيم } .

وأخرج الخطيب عن الشعبي قال أجمعوا أن لا يكتبوا أمام الشعر { بسم الله الرحمن الرحيم } .

وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة في المصنف عن مجاهد والشعبي أنهما كرها أن يكتب الجنب { بسم الله الرحمن الرحيم } .

وأخرج أبو نعيم في تاريخ أصبهان وابن أشته في المصاحف بسند ضعيف عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كتب { بسم الله الرحمن الرحيم } مجودة تعظيما لله غفر الله له " .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن علي بن أبي طالب قال : تنوق رجل في { بسم الله الرحمن الرحيم } فغفر له .

وأخرج السلفي في جزء له عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تمد الباء إلى الميم حتى ترفع السين " .

وأخرج الخطيب في الجامع عن الزهري قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تمد { بسم الله الرحمن الرحيم } .

وأخرج الخطيب وابن أشته في المصاحف عن محمد بن سيرين . أنه كان يكره أن يمد الباء إلى الميم حتى يكتب السين .

وأخرج الديلمي في مسند الفردوس وابن عساكر في تاريخ دمشق عن يزيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كتبت { بسم الله الرحمن الرحيم } فبين السين فيه " .

وأخرج الخطيب في الجامع والديلمي عن أنس عن النبي قال " إذا كتب أحدكم { بسم الله الرحمن الرحيم } فليمد الرحمن " .

وأخرج الديلمي عن معاوية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا معاوية ألق الدواة ، وحرف القلم ، وانصب الباء ، وفرق السين ، ولا تغور الميم ، وحسن الله ، ومد الرحمن ، وجود الرحيم ، وضع قلمك على أذنك اليسرى ، فإنه أذكر لك " .

وأخرج الخطيب عن مطر الوراق قال " كان معاوية بن أبي سفيان كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يجمع بين حروف الباء والسين ، ثم يمده إلى الميم ، ثم يجمع حروف الله الرحمن الرحيم ، ولا يمد شيئا من أسماء الله في كتابه ، ولا قراءته " .

وأخرج أبو عبيد عن مسلم بن يسار أنه كان يكره أن يكتب ( بم ) حين يبدأ فيسقط السين .

وأخرج أبو عبيد عن ابن عون أنه كتب لابن سيرين ( بم ) فقال : مه . . . اكتب سينا . اتقوا أن يأثم أحدكم وهو لا يشعر .

وأخرج أبو عبيد عن عمران بن عون . أن عمر بن عبد العزيز ضرب كاتبا كتب الميم قبل السين . فقيل له : فيم ضربك أمير المؤمنين ؟ فقال : في سين .

وأخرج ابن سعد في طبقاته عن جويرية بنت أسماء . أن عمر بن عبد العزيز عزل كاتبا له في هذا كتب ( بم ) ولم يجعل السين .

وأخرج ابن سعيد عن محمد بن سيرين أنه كان يكره أن يكتب الباء ، ثم يمدها إلى الميم حتى يكتب السين ، ويقول فيه قولا شديدا .

وأخرج الخطيب عن معاذ بن معاذ قال : كتبت عند سوار { بسم الله الرحمن الرحيم } فممدت الباء ولم أكتب السين ، فأمسك يدي وقال : كان محمد والحسن يكرهان هذا .

وأخرج الخطيب عن عبد الله بن صالح قال : كتبت { بسم الله الرحمن الرحيم } ورفعت الباء فطالت فأنكر ذلك الليث وكرهه وقال : غيرت المعنى يعني لأنها تصير لاما .

وأخرج أبو داود في مراسيله عن عمر بن عبد العزيز أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على كتاب في الأرض فقال لفتى معه " ما في هذا ؟ قال { بسم الله } قال : لعن من فعل هذا لا تضعوا { بسم الله } إلا في موضعه " .

وأخرج الخطيب في تالي التلخيص عن أنس مرفوعا " من رفع قرطاسا من الأرض فيه { بسم الله الرحمن الرحيم } إجلالا له أن يداس ، كتب عند الله من الصديقين ، وخفف عن والديه وإن كانا كافرين " .

وأخرج ابن أبي داود في البعث عن أم خالد بن خالد بن سعيد بن العاص قال : إني أول من كتب { بسم الله الرحمن الرحيم } .

وأخرج الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال " قام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقال { بسم الله الرحمن الرحيم } فقالت قريش : دق الله فاك " .

وأخرج أبو داود في مراسيله عن سعيد بن جبير قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر { بسم الله الرحمن الرحيم } بمكة ، وكان أهل مكة يدعون مسيلمة الرحمن . فقالوا : إن محمدا يدعو إلى إله اليمامة ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخفائها ، فما جهر بها حتى مات " .

وأخرج الطبراني من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } هزأ منه المشركون وقالوا : محمد يذكر إله اليمامة ، وكان مسيلمة يتسمى الرحمن . فلما نزلت هذه الآية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يجهر بها " .

وأخرج الطبراني عن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسر { بسم الله الرحمن الرحيم } وأبو بكر ، وعمر " .

وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه والبيهقي عن ابن عبد الله بن مغفل قال : سمعني أبي وأنا أقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } فقال : أي بني محدث ؟ صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، فلم أسمع أحدا منهم جهر { بسم الله الرحمن الرحيم } .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال : الجهر { بسم الله الرحمن الرحيم } قراءة الأعراب .

وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال : جهر الإمام { بسم الله الرحمن الرحيم } بدعة .

وأخرج ابن الضريس عن يحيى بن عتيق قال : كان الحسن يقول : اكتبوا في أول الإمام { بسم الله الرحمن الرحيم } واجعلوا بين كل سورتين خطا .