الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَمَا تَحۡتَ ٱلثَّرَىٰ} (6)

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن محمد بن كعب { وما تحت الثرى } ما تحت سبع أرضين .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة قال : { الثرى } كل شيء مبتل .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي : { وما تحت الثرى } قال : هي الصخرة التي تحت الأرض السابعة ، وهي صخرة خضراء ، وهو سجين الذي فيه كتاب الكفار .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الضحاك قال : الثرى ما حفر من التراب مبتلاً .

وأخرج أبو يعلى عن جابر بن عبد الله : أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل ، ما تحت هذه الأرض ؟ قال : الماء . قيل : فما تحت الماء ؟ قال : ظلمة . قيل : فما تحت الظلمة ؟ قال : الهواء . قيل : فما تحت الهواء ؟ قال : الثرى . قيل : فما تحت الثرى ؟ قال : انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق .

وأخرج ابن مردويه ، عن جابر بن عبد الله قال : كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك ، إذ عارضنا رجل مترجب - يعني طويلاً - فدنا من النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بخطام راحلته فقال : أنت محمد ؟ قال : نعم . قال : إني أريد أن أسألك عن خصال لا يعلمها أحد من أهل الأرض ، إلا رجل أو رجلان ؟ فقال : سل عما شئت . قال : يا محمد ، ما تحت هذه ؟ - يعني الأرض - قال : خلق . قال : فما تحتهم ؟ قال : أرض . قال : فما تحتها ؟ قال : خلق ؟ قال : فما تحتهم ؟ قال : أرض ، حتى انتهى إلى السابعة . قال : فما تحت السابعة ؟ قال : صخرة . قال : فما تحت الصخرة ؟ قال : الحوت . قال : فما تحت الحوت ؟ قال : الماء . قال : فما تحت الماء ؟ قال : الظلمة . قال : فما تحت الظلمة ؟ قال : الهواء . قال : فما تحت الهواء ؟ قال : الثرى . قال : فما تحت الثرى ؟ ففاضت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبكاء ؟ فقال : انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق أيها السائل ، ما المسؤول بأعلم من السائل . قال : صدقت ، أشهد أنك رسول الله يا محمد ، أما إنك لو ادعيت تحت الثرى شيئاً ، لعلمت أنك ساحر كذاب ، أشهد أنك رسول الله ، ثم ولى الرجل . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أيها الناس ، هل تدرون ما هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : هذا جبريل » .