ثم قال : { له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما }{[44862]}[ 5 ] .
أي : هو يملك ذلك كله ويدبره/ .
وقوله : { وما تحت الثرى } : الثرى : التراب المبتل الندي يعني : وما تحت الأرضين السبع .
وقال محمد بن كعب : الثرى : سبع أرضين .
وقال ابن عباس : الأرض على نون ، ونون{[44863]} على البحر ، والبحر على صخرة وهي الصخرة التي ذكر{[44864]} الله تعالى في قوله : { فتكن في صخرة أو في السموات }{[44865]} والصخرة على قرن ثور ، والثور على الثرى ، وما يعلم ما تحت الثرى إلا الله{[44866]} .
وروي عن وهب بن منبه أنه قال : على وجه الأرض سبعة أبحر والأرضين سبعة بين كل أرضين بحر ، فالبحر الأسفل مطبق على شفير جهنم ، ولولا عظم ذلك البحر ، وكثرة مائه وبرده ، لأحرقت جهنم كل شيء فوقها . قال : وجهنم على متن الريح ومتن{[44867]} الريح على حجاب من ظلمة لا يعلم غلظه إلا الله ، وذلك الحجاب على الثرى ، وإلى الثرى انتهى علم الخلائق ، لا يعلم ما تحت الثرى إلا الله{[44868]} .
وقال الضحاك : الأرض السابعة على الحوت ، والحوت على الماء ، والماء على الصخرة ، والصخرة على قرن ثور{[44869]} ، والثور على الثرى ، ولا يعلم ما تحت الثرى إلا الله .
وسئل كعب{[44870]} ما تحت الأرض ؟ قال ماء ، قيل : فما تحت الماء ؟ قال أرض . قيل : فما تحت الأرض ؟ قال : ماء ، حتى بلغ سبع أرضين . قيل له : فما{[44871]} تحت الأرض السابعة . قال : ماء . قيل فما تحت الماء . قال : صخرة ، قيل فما تحت الصخرة ؟ قال : هي على منكب ملك . قيل : فما تحت الملك ؟ قال : هو قائم على وسط حوت معلق طرفاه بالعرش . قيل له{[44872]} : فما تحت الحوت قال{[44873]} : هواء وظلمات وانقطع العلم .
وروى ابن وهب{[44874]} عن رجاله أن كعب الأحبار قال : إن إبليس يقلقل{[44875]} للحوت الذي على ظهره الأرض{[44876]} كلها . قال : فألقى في قلبه . فقال : هل تدري ما على ظهرك يا لوبيا من الأمم والشجر والدواب والناس والجبال ، لو هضتهم فألقيتهم عن ظهرك كلهم . قال : فهم لوبيا بفعل ذلك ، فبعث الله تعالى دابة ، فدخلت في{[44877]} منخره حتى دخلت في دماغه فعج{[44878]} إلى الله منها ، فخرجت . قال : وكان كعب يقول : والذي نفسي بيده ، إنه لينظر إليها ، بين يديه وتنظر إليه ، إن هم بشيء من ذلك عادت حيث كانت .
وروى عاصم عن زر{[44879]} عن ابن مسعود أنه قال : ما بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مائة عام ، وما بين سماء إلى سماء مسيرة خمس مائة عام ، وما بين السماء السابعة والكرسي خمسة مائة عام ، وما بين الكرسي وبين الماء{[44880]} مسيرة خمس مائة عام ، والعرش فوق ذلك ، والله جل ذكره فوق العرش .
وعن ابن عباس : أيضا أنه قال : حملة العرش ما بين كعب{[44881]} أحدهم إلى أسفل قدميه مسيرة خمس مائة عام ، وذكر أن خطوة ملك الموت ما بين المشرق إلى المغرب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.