الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَمَا تَحۡتَ ٱلثَّرَىٰ} (6)

ثم قال : { له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما }{[44862]}[ 5 ] .

أي : هو يملك ذلك كله ويدبره/ .

وقوله : { وما تحت الثرى } : الثرى : التراب المبتل الندي يعني : وما تحت الأرضين السبع .

وقال محمد بن كعب : الثرى : سبع أرضين .

وقال ابن عباس : الأرض على نون ، ونون{[44863]} على البحر ، والبحر على صخرة وهي الصخرة التي ذكر{[44864]} الله تعالى في قوله : { فتكن في صخرة أو في السموات }{[44865]} والصخرة على قرن ثور ، والثور على الثرى ، وما يعلم ما تحت الثرى إلا الله{[44866]} .

وروي عن وهب بن منبه أنه قال : على وجه الأرض سبعة أبحر والأرضين سبعة بين كل أرضين بحر ، فالبحر الأسفل مطبق على شفير جهنم ، ولولا عظم ذلك البحر ، وكثرة مائه وبرده ، لأحرقت جهنم كل شيء فوقها . قال : وجهنم على متن الريح ومتن{[44867]} الريح على حجاب من ظلمة لا يعلم غلظه إلا الله ، وذلك الحجاب على الثرى ، وإلى الثرى انتهى علم الخلائق ، لا يعلم ما تحت الثرى إلا الله{[44868]} .

وقال الضحاك : الأرض السابعة على الحوت ، والحوت على الماء ، والماء على الصخرة ، والصخرة على قرن ثور{[44869]} ، والثور على الثرى ، ولا يعلم ما تحت الثرى إلا الله .

وسئل كعب{[44870]} ما تحت الأرض ؟ قال ماء ، قيل : فما تحت الماء ؟ قال أرض . قيل : فما تحت الأرض ؟ قال : ماء ، حتى بلغ سبع أرضين . قيل له : فما{[44871]} تحت الأرض السابعة . قال : ماء . قيل فما تحت الماء . قال : صخرة ، قيل فما تحت الصخرة ؟ قال : هي على منكب ملك . قيل : فما تحت الملك ؟ قال : هو قائم على وسط حوت معلق طرفاه بالعرش . قيل له{[44872]} : فما تحت الحوت قال{[44873]} : هواء وظلمات وانقطع العلم .

وروى ابن وهب{[44874]} عن رجاله أن كعب الأحبار قال : إن إبليس يقلقل{[44875]} للحوت الذي على ظهره الأرض{[44876]} كلها . قال : فألقى في قلبه . فقال : هل تدري ما على ظهرك يا لوبيا من الأمم والشجر والدواب والناس والجبال ، لو هضتهم فألقيتهم عن ظهرك كلهم . قال : فهم لوبيا بفعل ذلك ، فبعث الله تعالى دابة ، فدخلت في{[44877]} منخره حتى دخلت في دماغه فعج{[44878]} إلى الله منها ، فخرجت . قال : وكان كعب يقول : والذي نفسي بيده ، إنه لينظر إليها ، بين يديه وتنظر إليه ، إن هم بشيء من ذلك عادت حيث كانت .

وروى عاصم عن زر{[44879]} عن ابن مسعود أنه قال : ما بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مائة عام ، وما بين سماء إلى سماء مسيرة خمس مائة عام ، وما بين السماء السابعة والكرسي خمسة مائة عام ، وما بين الكرسي وبين الماء{[44880]} مسيرة خمس مائة عام ، والعرش فوق ذلك ، والله جل ذكره فوق العرش .

وعن ابن عباس : أيضا أنه قال : حملة العرش ما بين كعب{[44881]} أحدهم إلى أسفل قدميه مسيرة خمس مائة عام ، وذكر أن خطوة ملك الموت ما بين المشرق إلى المغرب .


[44862]:انظر: جامع البيان 16/139 وتفسير القرطبي 11/169 وتفسير ابن كثير 3/142 والدر المنثور 4/289.
[44863]:ز: نور، ونور: (تصحيف).
[44864]:ز: ذكرها.
[44865]:لقمان: آية 15.
[44866]:انظر: تفسير القرطبي 11/169.
[44867]:متن سقطت من ز.
[44868]:انظر: تفسير القرطبي 11/169.
[44869]:ز: الثور.
[44870]:انظر: تفسير ابن كثير 3/142.
[44871]:ز: وما.
[44872]:له سقطت من ز.
[44873]:قال سقطت من ز.
[44874]:ز وهب بن منبه.
[44875]:قلقل: صوت. انظر: القاموس (قلل).
[44876]:ز: الأرضون.
[44877]:في سقطت من ز.
[44878]:عج: رفع صوته بالدعاء. انظر: اللسان (عجج|).
[44879]:هو زر بن حبيش بن حباشة، ويكنى أبا مريم (ت 82 هـ) انظر: ترجمته في طبقات ابن خياط 140. وتاريخ الثقات: 165 وتهذيب التهذيب 3/321.
[44880]:ز: العرش. (تحريف).
[44881]:ز: عاتق.