الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِن تَجۡهَرۡ بِٱلۡقَوۡلِ فَإِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخۡفَى} (7)

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { يعلم السر وأخفى } قال : السر ما أسره ابن آدم في نفسه { وأخفى } ما خفي ابن آدم مما هو فاعلة ، قبل أن يعلمه ، فإنه يعلم ذلك كله ، فعلمه فيما مضى من ذلك ، وما بقي علم واحد وجميع الخلائق عنده في ذلك ، كنفس واحدة وهو كقوله : { ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة } [ لقمان : 28 ] .

وأخرج الحاكم وصححه ، عن ابن عباس في قوله : { يعلم السر وأخفى } قال : السر ما علمته أنت ، وأخفى ما قذف الله في قلبك مما لم تعلمه .

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وأبو الشيخ في العظمة ، والبيهقي بلفظ : يعلم ما تسر في نفسك ، ويعلم ما تعمل غداً .

وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، عن قتادة في قوله : { يعلم السر وأخفى } قال : أخفى من السر ما حدثت به نفسك ، وما لم تحدث به نفسك أيضاً مما هو كائن .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { يعلم السر وأخفى } قال : الوسوسة ، والسر العمل الذي تسرون من الناس .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، عن الحسن قال : السر ما أسر الرجل إلى غيره ، وأخفى من ذلك ما أسر في نفسه .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير في الآية . قال : السر ما تسر في نفسك ، وأخفى من السر ، ما لم يكن بعد وهو كائن .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، عن عكرمة في الآية . قال : السر ما حدث به الرجل أهله ، وأخفى ما تكلمت به في نفسك .

وأخرج عبد بن حميد ، عن الضحاك في قوله : { يعلم السر وأخفى } قال : السر ما أسررت في نفسك { وأخفى } ما لم تحدث به نفسك .

وأخرج أبو الشيخ في العظمة ، عن زيد بن أسلم في قوله : { يعلم السر وأخفى } قال : يعلم أسرار العباد { وأخفى } سره فلا نعلمه والله أعلم .