الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَمَا تَحۡتَ ٱلثَّرَىٰ} (6)

قوله : { الثَّرَى } : هو الترابُ النديُّ ، ولامُه ياءٌ بدليل تثنية على ثَرَيَيْن ، وقولهم ثَرِيَتْ الأرَضُ تَثْرَى ثَرَىً . والثَّرى يستعمل في انقطاعِ المودة . قال جرير :

فلا تَنْبُشُوا بيني وبينَكُمُ الثرى *** فإنَّ الذي بيني وبينَكُمُ مُثْرِي

والثَّراءُ بالمدِّ : كثرةُ المالِ قال :

أَماوِيَّ ما يُغْني الثراءُ عن الفتى *** إذا حَشَرَجَتْ يوماً وضاقَ بها الصدرُ

وما أحسنَ قولَ ابنِ دريد :

يوماً تصيرُ إلى الثَّرى *** ويفوزُ غيرُك بالثَّراءِ

فجمع في هذه القصيدةِ بين الممدودِ والمقصورِ باختلاف معنىً .