الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{طه} (1)

مقدمة السورة:

أخرج النحاس وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : نزلت سورة طه بمكة .

وأخرج ابن مردويه ، عن ابن الزبير قال : نزلت سورة طه بمكة .

وأخرج الدارمي وابن خزيمة في التوحيد والعقيلي في الضعفاء والطبراني في الأوسط وابن عدي وابن مردويه والبيهقي في الشعب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- «إن الله تبارك وتعالى قرأ طه ويس ، قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام » فلما سمعت الملائكة القرآن قالت : طوبى لأمة ينزل عليها هذا ، وطوبى لأجواف تحمل هذا ، وطوبى لألسنة تتكلم بهذا .

وأخرج الديلمي ، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه .

وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : «أعطيت السورة التي ذكرت فيها الأنعام من الذكر الأول ، وأعطيت طه والطواسيم من ألواح موسى ، وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم البقرة من تحت العرش ، وأعطيت المفصل نافلة » .

وأخرج ابن مردويه ، عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «كل قرآن يوضع على أهل الجنة فلا يقرؤون منه شيئا إلا طه ويس ، فإنهم يقرؤون بهما في الجنة » .

أخرج ابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن عباس : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أول ما أنزل عليه الوحي ، كان يقوم على صدور قدميه إذا صلى ، فأنزل الله : { طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } .

وأخرج ابن مردويه وابن جرير ، عن ابن عباس قال : قالوا لقد شقي هذا الرجل بربه ، فأنزل الله : { طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } .

وأخرج ابن عساكر ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا قام من الليل يربط نفسه بحبل ؛ كي لا ينام فأنزل الله عليه { طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } .

وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يربط نفسه ، ويضع إحدى رجليه على الأخرى ، فنزلت : { طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } .

وأخرج ابن مردويه ، عن علي رضي الله عنه قال : لما نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - { يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً } [ المزمل : 1 ] قام الليل كله حتى تورمت قدماه ، فجعل يرفع رجلاً ، ويضع رجلاً ، فهبط عليه جبريل ، فقال : { طه } يعني : الأرض بقدميك يا محمد { ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } وأنزل { فاقرؤوا ما تيسر من القرآن } .

وأخرج البزار بسند حسن ، عن علي قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يراوح بين قدميه ، يقوم على كل رجل ، حتى نزلت { ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، عن الربيع بن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ، إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى ، فأنزل الله { طه } يعني طأ الأرض يا محمد ، { ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } .

وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : { طه } قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربما قرأ القرآن إذا صلى ، قام على رجل واحدة ، فأنزل الله { طه } برجليك { ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الضحاك قال : لما أنزل الله القرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم - قام به وأصحابه ، فقال له كفار قريش : ما أنزل الله هذا القرآن على محمد إلا ليشقى به . فأنزل الله { طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } .

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : { طه } قال : يا رجل .

وأخرج الحارث بن أبي أسامة وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { طه } بالنبطية أي { طا } يا رَجُل .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { طه } بالنبطِيَّةِ أي { طا } يا رجل .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { طه } قال : هو كقولك يا رجل .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن عكرمة قال : { طه } يا رجل بالنبطية .

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال : { طه } بالنبطية يا رجل .

وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك قال : { طه } يا رجل بالنبطية .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس قال : { طه } يا رجل . بالسريانية .

وأخرج الحاكم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { طه } قال : هو كقولك يا محمد بلسان الحبش .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله : { طه } قال : هو كقولك يا رجل : بلسان الحبشة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي صالح في قوله : { طه } قال : كلمة عربت .

وأخرج عن مجاهد ، قال : { طه } فواتح السور .

وأخرج عن محمد بن كعب { طه } قال : الطاء من ذي الطول .

وأخرج ابن مردويه ، عن أبي الطفيل قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن لي عشرة أسماء عند ربي قال أبو الطفيل : حفظت منها ثمانية : محمد وأحمد وأبو القاسم والفاتح والخاتم والماحي والعاقب والحاشر ، وزعم سيف أن أبا جعفر قال : الاسمان الباقيان { طه } ويس .

وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه ، عن زر قال : قرأ رجل على ابن مسعود { طه } مفتوحة فأخذها عليه عبد الله { طه } مكسورة فقال له الرجل : إنها بمعنى ضع رجلك . فقال عبد الله : هكذا قرأها النبي - صلى الله عليه وسلم - وهكذا أنزلها جبريل .

وأخرج ابن عساكر ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : أول سورة تعلمتها من القرآن { طه } وكنت إذا قرأت { طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لا شقيت يا عائش » .

وأخرج البيهقي في الدلائل ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله : { طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } وكان يقوم الليل على رجليه فهي لغة لعك إن قلت لعكي يا رجل ، لم يلتفت وإذا قلت { طه } التفت إليك .

وأخرج عبد بن حميد ، عن عروة بن خالد - رضي الله عنه - قال : سمعت الضحاك ، وقال رجل من بني مازن بن مالك : ما يخفى علي شيء من القرآن ، وكان قارئاً للقرآن شاعراً . فقال له الضحاك : أنت تقول ذلك ؟ أخبرني ما { طه } ؟ قال : هي من أسماء الله الحسنى . نحو : طسم ، وحم ، فقال الضحاك : إنما هي بالنبطية يا رجل .

وأخرج ابن المنذر وابن مسعود ، عن ابن عباس قال : { طه } قسم أقسمه الله ، وهو من أسماء الله .