الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَمَا زَالَت تِّلۡكَ دَعۡوَىٰهُمۡ حَتَّىٰ جَعَلۡنَٰهُمۡ حَصِيدًا خَٰمِدِينَ} (15)

13

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : { وارجعوا إلى ما أترفتم فيه } قال : ارجعوا إلى دوركم وأموالكم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد { فما زالت تلك دعواهم } قال : هم أهل حصون ، كانوا قتلوا نبيهم فأرسل الله عليهم بختنصر فقتلهم . وفي قوله : { حتى جعلناهم حصيداً خامدين } قال : بالسيف ضربت الملائكة وجوههم حتى رجعوا إلى مساكنهم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب قال : حدثني رجل من المحررين قال : كان باليمن قريتان ، يقال لإحداهما حضور ، والأخرى فلانة ، فبطروا وأترفوا حتى كانوا يغلقون أبوابهم ، فلما أترفوا بعث الله إليهم نبياً فدعاهم فقتلوه ، فألقى الله في قلب بختنصر أن يغزوهم فجهز إليهم جيشاً فقاتلوهم فهزموا جيشه ، ثم رجعوا منهزمين إليه فجهز إليهم جيشاً آخر أكثف من الأول فهزموهم أيضاً ، فلما رأى بختنصر ذلك غزاهم هو بنفسه فقاتلوه فهزمهم حتى خرجوا منها يركضون ، فسمعوا منادياً يقول : { لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم } فرجعوا فسمعوا منادياً يقول : يا لثارات النبي ، فقتلوا بالسيف فهي التي قال الله : { وكم قصمنا من قرية } إلى قوله : { خامدين } .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { حتى جعلناهم حصيداً } قال : الحصاد { خامدين } قال : كخمود النار إذا طفئت .

وأخرج الطستي عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : { خامدين } قال : ميتين . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول :

خلوا ثيابهم على عوراتهم *** فهم بأفنية البيوت خمود