فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَمَا زَالَت تِّلۡكَ دَعۡوَىٰهُمۡ حَتَّىٰ جَعَلۡنَٰهُمۡ حَصِيدًا خَٰمِدِينَ} (15)

{ فما زالت تلك } أي هذه الجملة والكلمة { دعواهم } هي قولهم يا ويلنا أي يدعون بها ويرددونها { حتى جعلناهم حصيدا } بالسيوف كما يحصد الزرع بالمنجل ، والحصيد هنا بمعنى المحصود .

ومعنى { خامدين } أنهم ميتون من خمدت النار وهمدت إذا طفئت ، فشبه خمود الحياة بخمود النار ، كما يقال لمن مات قد طفئ ، والخمود عبارة عن سكون لهبها مع بقاء الحر ، والهمود عبارة عن ذهابها بالكلية حتى تصير رمادا ، فالأحسن أن يكون المراد بالخمود هنا الهمود فإنه أبلغ معنى ، والمعنى جعلناهم جامعين لمماثلة الحصاد والخمود ، كقولك جعلته حلوا حامضا ؛ أي جعلته جامعا للطعمين . قال مجاهد : بالسيف ضرب الملائكة وجوههم حتى رجعوا إلى مساكنهم .

/خ15