السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَمَا زَالَت تِّلۡكَ دَعۡوَىٰهُمۡ حَتَّىٰ جَعَلۡنَٰهُمۡ حَصِيدًا خَٰمِدِينَ} (15)

{ فما } أي : فتسبب عن إحلالنا بهم ذلك البأس أنه ما { زالت تلك } الدعوى البعيدة عن الخير والسلامة ، وهي قولهم : يا ويلنا { دعواهم } يرددونها لا دعوى لهم غيرها ؛ لأن الويل ملازم لهم غير منفك عنهم ، وترفقهم له غير نافعهم { حتى جعلناهم حصيداً } كالزرع المحصود بالمناجل بأن قتلوا بالسيف .

تنبيه : حصيد على وزن فعيل بمعنى مفعول ، ولذلك لم يجمع ؛ لأنه يستوي فيه الجمع وغيره { خامدين } أي : ميتين كخمود النار إذا طفئت وصارت رماداً فإن قيل : كيف ينصب جعل ثلاثة مفاعيل أجيب بأنَّ حكم الاثنين الأخيرين حكم الواحد ؛ لأن معنى قولك : جعلته حلواً حامضاً جعلته جامعاً للطعمين ، وكذلك معنى جعلناهم جامعين لمماثلة الحصد والخمود أو خامدين صفة لحصيداً أو حال من ضميره .