إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَمَا زَالَت تِّلۡكَ دَعۡوَىٰهُمۡ حَتَّىٰ جَعَلۡنَٰهُمۡ حَصِيدًا خَٰمِدِينَ} (15)

{ فَمَا زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ } أي فما زالوا يرددون تلك الكلمةَ ، وتسميتُها دعوى أيْ دعوةً لأن المُوَلولَ كأنه يدعو الويلَ قائلاً : يا ويل تعالَ فهذا أوانُك { حتى جعلناهم حَصِيداً } أي مثلَ الحصيدِ وهو المحصودُ من الزرع والنبت ولذلك لم يُجمع { خامدين } أي ميتين من خمَدت النارُ إذا طَفِئت وهو مع حصيداً في حيز المفعول الثاني للجعْل ، كقولك : جعلتُه حُلْواً حامضاً ، والمعنى جعلناهم جامعين لمماثلة الحصيدِ والخمود ، أو حالٌ من الضمير المنصوب في جعلناهم أو من المستكنّ في حصيداً أو صفة لحصيداً لتعدّده معنًى لأنه في حكم جعلناهم أمثالَ حصيد .