الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِذَا بَلَغَ ٱلۡأَطۡفَٰلُ مِنكُمُ ٱلۡحُلُمَ فَلۡيَسۡتَـٔۡذِنُواْ كَمَا ٱسۡتَـٔۡذَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (59)

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قال : ليستأذن الرجل على أمه فإنما نزلت { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم } في ذلك .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي في السنن عن ابن مسعود أن رجلاً سأله استأذن على أمي ؟ فقال : نعم . ما على كل أحيانها تحب أن تراها .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب عن جابر قال : ليستأذن الرجل على ولده وأمه - وإن كانت عجوزاً - وأخيه وأخته وأبيه .

وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عطاء أنه سأل ابن عباس استأذن على أختي ؟ قال : نعم . قلت إنها في حجري ، وإني أنفق عليها ، وانها معي في البيت ، استأذن عليها ؟ قال : نعم . إن الله يقول { ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم . . . } فلم يؤمر هؤلاء بالإِذن إلا في هؤلاء العورات الثلاث قال : { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم } فالإِذن واجب على خلق الله أجمعين .

وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم « أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم استأذن على أمي ؟ قال : نعم . أتحب أن تراها عريانة » .

وأخرج ابن جرير والبيهقي في السنن عن عطاء بن يسار أن رجلاً قال : يا رسول الله استأذن على أمي ؟ قال : نعم . قال : إني معها في البيت قال : استأذن عليها قال : إني خادمها أفاستأذن عليها كلما دخلت عليها ؟ قال : أفتحب أن تراها عريانة ؟ قال : لا . قال : فاستأذن عليها .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب والبيهقي عن حذيفة أنه سئل أيستأذن الرجل على والدته ؟ قال : نعم . إن لم تفعل رأيت منها ما تكره .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين في قوله { والذين لم يبلغوا الحلم منكم } قال : كانوا يعلمونا إذا جاء أحدنا أن نقول السلام عليكم . أيدخل فلان ؟ .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم قال الله تعالى { ومن بعد صلاة العشاء } وإنما العتمة عتمة الإبل » .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء ، فإنما هي في كتاب الله العشاء ، وإنما يعتم بحلاب الإِبل » .

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ « ثلاث عورات » بالنصب .