الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱبۡتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡيَاۖ وَأَحۡسِن كَمَآ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ وَلَا تَبۡغِ ٱلۡفَسَادَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (77)

76

وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { و لا تنس نصيبك من الدنيا } قال : أن تعمل فيها لآخرتك .

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ولا تنس نصيبك من الدنيا } قال : العمل بطاعة الله نصيبه من الدنيا الذي يثاب عليه في الآخرة .

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { ولا تنس نصيبك } قال : قدم الفضل ، وأمسك ما يبلغك - وفي لفظ - قال : امسك قوت سنة ، وتصدق بما بقي .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه { ولا تنس نصيبك من الدنيا } قال : أن تأخذ من الدنيا ما أحل الله لك ، فإن لك فيه غنى وكفاية .

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن منصور رضي الله عنه في قوله { ولا تنس نصيبك من الدنيا } قال : ليس هو عرض من عرض الدنيا ، ولكن هو نصيبك عمرك أن تقدم فيه لآخرتك .