أخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { إن قارون كان من قوم موسى } قال : كان ابن عمه ، وكان يبتغي العلم حتى جمع علماً ، فلم يزل في أمره ذلك حتى بغى على موسى وحسده . فقال له موسى عليه السلام : إن الله أمرني أن آخذ الزكاة ، فأبى فقال : إن موسى عليه السلام يريد أن يأكل أموالكم . جاءكم بالصلاة ، وجاءكم بأشياء فاحتملتموها ، فتحملوه أن تعطوه أموالكم ؟ قالوا : لا نحتمل فما ترى فقال لهم : أرى أن أرسل إلى بغي من بغايا بني إسرائيل ، فنرسلها إليه فترميه بأنه أرادها على نفسها .
فأرسلوا إليها فقالوا لها : نعطيك حكمك على أن تشهدي على موسى أنه فجر بك . قالت : نعم . فجاء قارون إلى موسى عليه السلام قال : اجمع بني إسرائيل فأخبرهم بما أمرك ربك قال : نعم . فجمعهم فقالوا له : بم أمرك ربك ؟ قال : أمرني أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تصلوا الرحم ، وكذا وكذا ، وقد أمرني في الزاني إذا زنى وقد أحصن أن يرجم . قالوا : وإن كنت أنت قال : نعم . قالوا : فإنك قد زنيت قال : أنا . فأرسلوا إلى المرأة ، فجاءت فقالوا : ما تشهدين على موسى ؟ فقال لها موسى عليه السلام : أنشدك بالله إلا ما صدقت قالت : أما إذ نشدتني بالله فإنهم دعوني وجعلوا لي جعلاً على أن أقذفك بنفسي ، وأنا أشهد أنك بريء ، وأنك رسول الله ، فخر موسى عليه السلام ساجداً يبكي ، فأوحى الله إليه : ما يبكيك ؟ قد سلطناك على الأرض ، فمرها فتطيعك .
فرفع رأسه فقال : خذيهم فأخذتهم إلى أعقابهم ، فجعلوا يقولون : يا موسى . . . يا موسى . . . فقال : خذيهم فأخذتهم إلى أعناقهم ، فجعلوا يقولون : يا موسى . . . يا موسى . . . فقال : خذيهم فغيبتهم فأوحى الله يا موسى : سألك عبادي وتضرعوا إليك فلم تجبهم ، وعزتي لو أنهم دعوني لأجبتهم . قال ابن عباس : وذلك قوله تعالى { فخسفنا به وبداره الأرض } وخسف به إلى الأرض السفلى .
وأخرج الفريابي عن إبراهيم رضي الله عنه قال : كان قارون ابن عم موسى .
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { إن قارون كان من قوم موسى } قال : كان ابن عمه أخي أبي قارون بن مصر بن فاهث أو قاهث ، وموسى بن عرمرم بن فاهث أو قاهث ، وعرمرم بالعربية عمران .
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله قال : كان قارون ابن عم موسى أخي أبيه ، وكان قطع البحر مع بني إسرائيل ، وكان يسمى النور من حسن صوته بالتوراة ، ولكن عدوّ الله نافق كما نافق السامري ، فأهلكه الله ببغيه .
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { فبغى عليهم } قال : فعلا عليهم .
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في قوله { إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم } قال : زاد عليهم في طول ثيابه شبراً .
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله { وآتيناه من الكنوز } قال : أصاب كنزاً من كنوز يوسف .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الوليد بن زوران رضي الله عنه في قوله { وآتيناه من الكنوز } قال : كان قارون يعلم الكيمياء .
وأخرج ابن مردويه عن سلمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « كانت أرض دار قارون من فضة ، وأساسها من ذهب » .
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن خيثمة رضي الله عنه قال : وجدت في الإِنجيل أن مفاتيح خزائن قارون كانت وقر ستين بغلاً غراً محجلةً ، ما يزيد منها مفتاح على أصبع ، لكل مفتاح كنز .
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن خيثمة رضي الله عنه قال : كانت مفاتيح كنوز قارون من جلود كل مفتاح على خزانة على حدة ، فإذا ركب حملت المفاتيح على سبعين بغلاً أغر محجلاً .
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال : كانت المفاتيح من جلود الإِبل .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { لتنوء بالعصبة } يقول : لا يرفعها العصبة من الرجال { أولي القوّة } .
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { لتنوء بالعصبة } قال : لتثقل قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت قول امرئ القيس إذ يقول :
تمشي فتثقلها عجيزتها *** مشي الضعيف ينوء بالوسق
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال { العصبة } ما بين العشرة إلى الخمسة عشر { أولوا القوّة } خمسة عشر .
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي قال { العصبة } ما بين الخمس عشرة إلى الأربعين .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال { العصبة } أربعون رجلاً .
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال : كنا نحدث أن { العصبة } ما فوق العشرة إلى الأربعين .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح مولى أم هانئ قال { العصبة } سبعون رجلاً . قال : وكانت خزانته تُحْمَلُ على أربعين بغلاً .
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { إذ قال له قومه لا تفرح } قال : هم المؤمنون منهم قالوا : يا قارون لا تفرح بما أوليت فتبطر .
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { إن الله لا يحب الفرحين } قال : المرحين ، الأشرين ، البطرين ، الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم .
وأخرج الحاكم وصححه والطبراني وأبو نعيم والبيهقي في الشعب والخرائطي في اعتلال القلوب عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الله يحب كل قلب حزين » .
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان وقال : هذا متن منكر ، عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « زُرِ القبور تَذْكُر بها الآخرة ، واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة ، وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك ، فإن الحزين في ظل الله يوم القيامة » .
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { إن الله لا يحب الفرحين } قال : الفرح هنا البغي .
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { إن الله لا يحب الفرحين } قال : إن الله لا يحب الفرح بطراً { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة } قال : تصدق ، وقرب الله تعالى ، وصل الرحم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.