الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱبۡتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡيَاۖ وَأَحۡسِن كَمَآ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ وَلَا تَبۡغِ ٱلۡفَسَادَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (77)

ثم قال تعالى{[54222]} : { وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة }[ 77 ] ، أي وقال قوم قارون له : التمس في المال الذي أعطاكه{[54223]} الله الدار الآخرة بالعمل الصالح فيه{[54224]} { ولا تنس نصيبك من الدنيا }[ 77 ] .

قال ابن عباس : معناه لا تترك العمل في الدنيا لله{[54225]} بطاعته وهو معنى قول مجاهد وغيره{[54226]} .

قال ابن زيد : لا تنس أن تقدم من دنياك لآخرتك{[54227]} .

وقيل معناه{[54228]} : بل من لذات الدنيا المحللة ، لأن ذلك ليس بمحظور عليك .

وقيل معناه{[54229]} : لا تترك أن تطلب بدنياك الآخرة فهو حظك من دنياك .

وقال قتادة : معناه لا تخسر ما أحل الله لك فيها فإن لك فيها غنى وكفاية{[54230]}

وقال الحسن : معناه قدم الفضل وأمسك ما يبلغك{[54231]} .

وقال ابن جريج : الحلال فيها{[54232]} .

وعن مالك رضي الله عنه : أنه الأكل والشرب في غير سرف{[54233]} .

ثم قال تعالى{[54234]} : { وأحسن كما أحسن الله إليك }[ 77 ] ، أي وأحسن في الدنيا بإنفاق مالك في وجهه ، كما وسع الله{[54235]} عليك ، { ولا تبغ الفساد في الأرض }[ 77 ] ، أي{[54236]} لا تلتمس ما حرم الله عليك من البغي على قومك { إن الله لا يحب المفسدين }[ 77 ] ، أي لا يحب بغاة البغي والمعاصي .


[54222]:"تعالى" سقطت من ز.
[54223]:ز: أعطاكم.
[54224]:"فيه" سقطت من ز.
[54225]:ز: إلا.
[54226]:انظر: ابن جرير20/112، وزاد المسير6/241، والقرطبي 13/214، والدر20/439.
[54227]:انظر: ابن جرير20/112، وانظر: التوجيه في زاد المسير6/241.
[54228]:انظر: التوجيه في القرطبي 13/314.
[54229]:انظر المصدر السابق.
[54230]:انظر: ابن جرير20/113، والقرطبي13/314، والدر20/439.
[54231]:انظر: ابن جرير20/113، وزاد المسير 6/241، والقرطبي 13/314، والدر20/439.
[54232]:انظر: ابن جرير20/113.
[54233]:انظر: القرطبي13/314.
[54234]:"تعالى" سقطت من ز.
[54235]:"اسم الجلالة" سقط من ز.
[54236]:"أي" سقطت من ز.