{ نصيبك من الدنيا } ما أحل الله لك في هذه الحياة .
{ الفساد } الشر والأذى ، والظلم .
{ وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة } وقال لقارون قومه : اطلب فيما أعطاك الله تعالى مثوبة الدار الآخرة ، فأنفق ما يدخر لك أجره من زكاة وصدقات وقربات ، { ولا تنس نصيبك من الدنيا } لا تنس أن مالك ما قدمت ومال مورثك ما أخرت ، أو لا تترك حظك من هذه الحياة أن تقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه لك ، أو لا تترك ترك الناس ما أحل الله لك من الزينة المباحة والطيبات من الرزق ، فإن ذلك للذين آمنوا حظا خالصا لا يؤاخذون به يوم القيامة ، مما نقل عن الحسن وقتادة وابن عطية : . . لا تضيع حظك في دنياك وتمتعك بالحلال وطلبك إياه ، ونظرك لعاقبة دنياك ، فالكلام على هذا التأويل فيه بعض الرفق به وإصلاح أمره الذي يشتهيه ، وهذا مما يجب استعماله مع الموعوظ خشية النبوة من الشدة . اه ، ونقل عن ابن عمر قوله : اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ، وعن الحسن : قدم الفضل وأمسك ما يبلغ . اه ، { وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين } مما نقل عن ابن العربي : استعمال نعم الله في طاعة الله ، قال مالك : الأكل والشرب من غير سرف ، قال ابن العربي : أرى مالكا أراد الرد على الغالين في العبادة والتقشف ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلواء ، ويشرب العسل ، ويستعمل الشواء ، ويشرب الماء البارد . اه
أقول : وكان عليه الصلاة والسلام شديد الحرص على النظافة والطيب ، وكان يستعذب له الماء ، ويحب من الشاة كتفها وكبدها . اه ، { ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين } لا تتماد في طلب الفساد وفعله ، ودع عنك التفاخر والتكاثر ، ولا يستخفنك المرح والخيلاء ، فتزدري العباد وتطغى على الضعفاء ، فإن الله الولي الحميد يمقت كل جبار عنيد ، مناع للخير كنود
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.