وثانيها : قوله : { وابتغ فِيمَا آتَاكَ } . يجوز أن يتعلق «فِيمَا آتَاكَ » ب «ابْتَغِ » ، وإن يتعلق بمحذوف على أنه حال ، أَي : متقلباً «فِيمَا آتاكَ » . و «مَا » مصدرية أو بمعنى الذي{[40810]} . والمراد{[40811]} أن يصرف المال إلى ما يؤديه إلى الجنة ، والظاهر أنه كان مقرّاً بالآخرة{[40812]} .
وثالثها : قوله : { وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدنيا } قال مجاهد وابن زيد لا تترك أن تعمل في الدنيا للآخرة{[40813]} وقال السُّدِّي : بالصدقة وصلة الرحم{[40814]} وقال علي ألاَّ تنسى صحتك وقوة شبابك وغناك أن تطلب بها الآخرة ، «قال عليه السلام{[40815]} لرجل وهو يعظه : «اغْتَنِمْ خَمْساً قبلَ خَمْسٍ شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِك ، وصحَّتك قبل سَقَمِكَ ، وغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وفَرَاغك قَبْلَ شُغْلِكَ ، وحَيَاتكَ قَبْلَ مَوْتِكَ »{[40816]} .
قوله : { وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ الله إِلَيْكَ } : أي : إحساناً{[40817]} كإحسانه إليك ، أي : أحسن بطاعة الله كما أحسن إليك بنعمته{[40818]} ، وقيل : أحسن إلى الناس كما أحسن الله إليك{[40819]} ، وقيل{[40820]} إنه لما أمره بالإحسان بالمال أمره بالإحسان مطلقاً ، ويدخل فيه الإعانة بالمال والجاه وطلاقة الوجه وحسن اللقاء{[40821]} .
قوله : { وَلاَ تَبْغِ الفساد فِي الأرض } ولا تطلب الفساد في الأرض{[40822]} ، وكل من عصى الله فقد طلب الفساد في الأرض{[40823]} ، وقيل المراد ما كان عليه من الظلم والبغي{[40824]} ، و«في الأَرْض » يجوز أن يتعلق ب «تَبْغ » أو ب «الفَسَادِ » أو بمحذوف على أنه حال وهو بعيد . ثم قال : { إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ المفسدين } ، قيل : إن هذا القائل هو موسى{[40825]} عليه السلام{[40826]} ؛ وقيل : بل مؤمنو قومه{[40827]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.