الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرٖ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (123)

أخرج أحمد وابن حبان عن عياض الأشعري قال : شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء : أبو عبيدة ، ويزيد بن أبي سفيان ، وابن حسنة ، وخالد بن الوليد ، وعياض ، وليس عياض هذا قال : وقال عمر : إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة . . . فكتبنا إليه أنه قد حاس إلينا الموت واستمددناه . فكتب إلينا أنه قد جاءني كتابكم تستمدونني ، وإني أدلكم على من هو أعز نصرا وأحضر جندا ، الله عز وجل ، فاستنصروه فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم ، فإذا جاءكم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني . فقاتلناهم فهزمناهم أربعة فراسخ .

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد { و لقد نصركم الله ببدر } إلى ( ثلاثة آلاف من الملائكة منزلين ) ( آل عمران الآية 124 ) في قصة بدر .

وأخرج ابن المنذر عن علي بن أبي طالب قال : بدر بئر .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر عن الشعبي قال : كانت بدر بئرا لرجل من جهينة يقال له بدر فسميت به .

وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : بدر ماء عن يمين مكة ، بين مكة والمدينة .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : بدر ماء بين مكة والمدينة ، التقى عليه النبي صلى الله عليه وسلم والمشركون ، وكان أول قتال قاتله النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر لنا أنه قال لأصحابه يومئذ : إنهم اليوم بعدة أصحاب طالوت يوم لقي جالوت ، وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، وألف المشركون يومئذ أو راهقوا ذلك .

وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال : كانت بدر متجرا في الجاهلية .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { وأنتم أذلة } يقول : وأنتم قليل ، وهم يومئذ بضعة عشر وثلاثمائة .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة وابن أبي حاتم عن رافع بن خديج قال : قال جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تعدون من شهد بدرا فيكم ؟ قال : خيارنا قال : وكذلك نعد من شهد بدرا من الملائكة فينا " .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة قال : على كل مسلم أن يشكر الله في نصره ببدر . يقول الله { لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون } .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن الزهري قال : سمعت ابن المسيب يقول : غزا النبي صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة غزوة قال : وسمعته مرة أخرى يقول أربعا وعشرين غزوة ، فلا أدري أكان وهما منه أو شيئا سمعه بعد ذلك ؟ قال الزهري : وكان الذي قاتل فيه النبي صلى الله عليه وسلم كل شيء ذكر في القرآن .

وأخرج ابن أبي شيبة عن قتادة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة ، قاتل في ثمان : يوم بدر ، ويوم أحد ، ويوم الأحزاب ، ويوم قديد ، ويوم خيبر ، ويوم فتح مكة ، ويوم ماء لبني المصطلق ، ويوم حنين .