{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ } قال الشعبي : كانت بدر بئر رجل يقال له بدر فسميت باسم صاحبها . قال الواقدي : ذكرت قول [ الشعبي ] لعبد الله بن جعفر ومحمد بن صالح فأنكراه وقالا : فلأي شيء سميت الصفراء ؟ ولأي شيء سميت الجار ؟ هذا ليس بشيء ، إنما هو اسم الموضع . قال : وذكرت ذلك ليحيى بن النعمان الغفاري فقال : سمعت شيوخنا من بني غفار يقولون هو ماؤنا ومنزلنا ، وما ملكه قط أحد غيرنا ، وما هو وهؤلاء من بلاد جهينة ، إنما هو من بلاد غفارة .
التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركون بها ، وكان أول قتال قاتل فيه نبي الله صلى الله عليه وسلم . وقال الضحاك : بدر ماء بمنى على طريق مكة بين مكة والمدينة .
وقد مدحت القول في غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه وجيزاً مجملاً ؛ فإنّه باب يعظم نفعه وبالله التوفيق .
ذكر مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم
جميع ما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ستّ وعشرون غزوة ، فأول غزوة غزاها غزوة ودّان ، وهي غزوة الأبواء ، ثم غزوة بواط إلى ناحية رضوى ، ثم غزوة العشيرة من بطن ينبع ، ثم غزوة بدر الأُولى بطلب كرز بن جابر ، ثم غزوة بدر الكبرى التي قتل الله فيها صناديد قريش ، ثم غزوة بني سليم حتى بلغ الكدر ماءً لبني سليم ، ثم غزوة السويق يطلب أبا سفيان بن حرب حتى بلغ قرقرة الكدر ، ثم غزوة ذي أمر وهي غزوة غطفان إلى نجد ، ثم غزوة نجران : موضع بالحجاز فوق الفرع ، ثم غزوة أُحد ثم غزوة الأسد ، ثم غزوة بني النضير ، ثم غزوة ذات الرقاع من نجد ، ثم غزوة بدر الأخيرة ، ثم غزوة دومة الجندل ، ثم غزوة الخندق ، ثم غزوة بني قريظة ، ثم غزوة بني لحيان ، ثم غزوة بني قردة ، ثم غزوة بني المصطلق من بني خزاعة لقي فيها ، ثم غزوة الحديبية لا يريد قتالا فصده المشركون ، ثم غزوة خيبر ، ثم غزوة الفتح : فتح مكة ، ثم غزوة حنين لقي فيها ، ثم غزوة الطائف حاصر فيها ، ثم غزوة تبوك .
قاتل منها في تسع غزوات : غزوة بدر الكبرى ، وهو يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة ، وأُحد في شوال سنة ثلاث ، والخندق ، وبني قريظة في شوال سنة أربع ، وبني المصطلق ، وبني لحيان في شعبان سنة خمس ، وخيبر سنة ست ، والفتح في رمضان سنة ثمان ، وحنين في شوال سنة ثمان . فأوّل غزوة غزاها بنفسه وقاتل فيها بدر وآخرها تبوك .
روي عن مقسم قال : كانت السرايا ستّاً وثلاثين ، وهي غزوة عبيدة بن الحارث إلى حنا من أسفل ثنية المرة وهو ما بالحجارة ، ثم غزوة حمزة بن عبد المطلب إلى ساحل البحر من ناحية الفايض وبعض الناس يقدم غزوة حمزة على غزوة عبيدة وغزوة سعد بن أبي وقاص إلى الخرار من أرض الحجاز ، ثم غزوة عبد الله بن جحش إلى نخلة ، وغزوة زيد بن حارثة القردة ماء من مياه نجد ، وغزوة مرثد بن أبي مرثد الغنوي الرجيعَ لقوا فيها ، وغزوة منذر بن عمرو بئر معونة لقوا فيها ، وغزوة أبي عبيدة الجراح إلى ذي القصة من طريق العراق ، وغزوة عمر بن الخطاب تربة من أرض بني عامر ، وغزوة علي بن أبي طالب اليمن ، وغزوة غالب بن عبد الله الكلبي كلبِ ليث الكديدَ لقوا فيها الملوح ، وغزوة علي بن أبي طالب إلى أبي عبد الله بن سعد من أهل فدك ، وغزوة ابن أبي العوجاء السلمي أرض بني سليم أُصيب بها هو وأصحابه جميعاً ، وغزوة عكاشة بن محصن العمرة ، وغزوة أبي سلمة بن عبد الأسد قطن ماء من مياه بني أسد من ناحية نجد لقوا فيها فقتل فيها مسعود بن عروة ، وغزوة محمد بن مسلمة أخي بني حارثة إلى القرطاء موضع من هوازن ، وغزوة بشير بن سعد بن كعب بن مرة لفدك ، وغزوة بشير بن سعد أيضاً إلى حيان بلد من أرض خيبر ، وغزوة زيد بن حارثة الجموم من أرض بني سليم ، وغزوة زيد أيضاً جذام من أرض حسمي لقوا فيها ، وغزوة زيد أيضاً إلى طرف من ناحية نخل من طريق العراق ، وغزوة زيد أيضاً وادي القرى لقي بني فزارة ، وغزوة عبد الله بن رواحة خيبر مرتين إحداهما التي أصاب فيها بشراً اليهودي ، وغزوة عبد الله بن عتيك إلى حنين فأصاب بها أبا رافع بن أبي الحقيق .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث محمد بن مسلمة وأصحابه فيها من أُحد وبدر إلى كعب بن الأشرف فقتلوه ، وبعث عبد الله بن أنيس إلى خالد بن سفيان الهذلي وهو بنخلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليغزوه فقتله ، وغزوة الأُمراء : زيد بن حارثة ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبد الله بن رواحة إلى مؤتة من أرض الشام فأُصيبوا بها ، وغزوة كعب بن عمرو الغفاري ذات الطلاح من أرض الشام فأُصيب بها هو وأصحابه جميعاً ، وغزوة عيينة بن حذيفة بن بدر الفزاري العنبر من بني تميم ، وغزوة غالب بن عبد الله الكلبي كلب ليث أرض بني مرة فأصاب بها مرداس بن نهيك وحليفاً لهم من جهينة ، قتله أُسامة بن زيد ، وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة فيه : " من لك ؟ من لك لا اله إلاّ الله ؟ " .
وغزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل من أرض بُلَي وعذرة وغزوة ، [ أبي قتادة ] وأصحابه إلى بطن إضم قبل الفتح لقوا فيها ، وغزوة الخيط إلى سيف البحر وعليهم أبو عبيدة الجراح وغزوة عبد الرحمن بن عوف .
{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ } : جمع ذليل مثل عزيز وأعزة ولبيب وألبّة . وأراد هاهنا قلّة العدد ، { فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ *
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.